اهتزّ الوضع الأمني مجدداً في طرابلس (شمال لبنان) مساء أمس، بعد ساعات على تراجع الاشتباكات الدائرة بين باب التبانة وجبل محسن، إذ تجدد القنص ومعه الاشتباكات عصراً بين المحلتين ما أدى إلى إصابة ثمانية مواطنين: إسماعيل محمد وعباس حسن وفدوى صالح ووليد احمد السيد وصالح الدالي واحمد حمود ومحمد السيد ووفيق القاري. وأطلق مسلحون النار على محل تجاري لمواطن من آل بلح في جبل محسن، ورد الجيش المتمركز في المنطقة على مصادر النيران. وكان الهدوء التام سيطر صباحاً على مختلف المحاور التقليدية للاشتباكات ولا سيما مناطق باب التبانة، جبل محسن، البقار، الريفا، الشعراني والمنكوبين، بعد انتشار كثيف للجيش فيها وإقامته حواجز ثابتة وتسييره دوريات مؤللة، بعدما انسحب المقاتلون وأزيلت المظاهر المسلحة، وفتح الاوتوستراد الدولي الذي يربط طرابلس بعكار. وقبل الظهر، فتحت المحال التجارية في المنطقة أبوابها وسجلت حركة شبه طبيعية، وعملت بلدية طرابلس على إزالة الركام. وعاد عدد من الأهالي الذين نزحوا من مناطق التقاتل إلى منازلهم وتفقدوا ممتلكاتهم، ليكتشفوا حجم الدمار الكبير الذي لحق بالأبنية والسيارات. ونفّذ أصحاب المحال التجاريّة في طرابلس اعتصاماً في شارع عزمي، بمشاركة هيئات المجتمع المدني. وألقى أمين سر «جمعية تجار طرابلس» غسان الحسامي كلمة أكد فيها أن التجار أرادوا تحركهم «صرخة استغاثة مدوية توجه إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان تعبيراً عن نكبتهم وسوء حالهم، فهم المهددون بالإفلاس المحتوم جراء الفلتان الأمني وما آلت إليه جولات الاقتتال ال 16 ولا ندري متى الجولة ال 17». وشدد على أن «طرابلس لم تعد تحتمل نكبات وويلات تعصف بسلمها الأهلي وأمنها الاجتماعي والاقتصادي»، داعياً إلى «فرض الأمن بيد من حديد». ووضع التجار المشاركون مفاتيح محالهم ومؤسساتهم التجارية في صندوق بغية إرسالها رمزياً إلى سليمان، تعبيراً عن «الواقع الأليم الذي تعيشه المدينة وما يعانيه التجار من خسائر وكوارث وإفلاسات». وطالبت «جمعية إنماء طرابلس والميناء»، ب «رفع الغطاء السياسي عن جميع المسلحين باعتبار ذلك المدخل لإبعاد المدينة عن شبح الحرب الأهلية». عكار تطالب بالجيش وفي السياق، طالب عدد من مخاتير قرى عكار في عريضة وقعوها ب «انتشار الجيش والقوى الأمنية في مناطق القتال وعند المستديرات من أجل توفير الحماية الكافية للمواطنين، وردع المخلين بالأمن وإيجاد طرق بديلة للعبور، وملاحقة القتلة المجرمين إلى أي جهة انتموا». وشدّدوا على «ضرورة التعويض على كل المتضررين في طرابلس وعكار جراء خسائر أيام القتال الأخيرة». ولوّحوا ب «تحركات شعبية واعتصامات حرصاً على السلم الأهلي وحماية لأهلنا ودولتنا وجيشنا»، مؤكدين أن «الأيام القليلة المقبلة ستحمل الكثير من المفاجآت في حال لم يؤخذ ببنود هذا البيان».