يعتبر مرض «ألزهايمر» Alzheimer من أمراض التدهور المزمن في الأعصاب والإدراك والمشاعر التي تصيب من هم فوق ال65 عاماً وترتبط بزيادة معدل الوفيات بنسبة 40 في المئة في الذكور والإناث. وتصل نسبة المصابين ب «ألزهايمر» إلى قرابة 50 في المئة في عمر ال85 عاماً فما فوق. ويتوقع أن يتضاعف عدد المصابين ب «ألزهايمر» كل 20 سنة، ما يمثل أعباءً اجتماعية واقتصادية، خصوصاً أنه النوع الأكثر شيوعاً للخرف. ويؤذي «ألزهايمر» المهارات العقلية والاجتماعية ما يؤدي إلى تدهور الأداء اليومي للمريض في الحياة العادية. ويرتبط «ألزهايمر» بضمور في خلايا المُخ السليمة، بالترافق مع تراجع مستمِرّ في الذاكرة والقدرات العقلية والذهنية. وعلى رغم أن لا شفاء من «ألزهايمر»، إلا أن العلاجات تحاول تحسين نوعية حياة من يعانون منه، إذ يحتاج مرضاه ومن يتولون رعايتهم، إلى دعم العائلة والأصدقاء من أجل النجاح في مقاومته. في هذا السياق، جاءت الدراسة التي أنجزها أخيراً فريق عمل من «المركز القومي للبحوث» مُكوّن من الدكتورتين هناء حمدي أحمد، وهي أستاذة باحثة في قسم الهرمونات، وهدير أحمد عجلان، وهي باحثة مساعدة في القسم عينه، عن تقويم دور خلايا المنشأ Stem Cells (تترجم أيضاً ب «الجذعيّة») في علاج «ألزهايمر». واستخدم الفريق خلايا منشأ مأخوذة من نخاع العظام في فئران المختبر. واستُعمِلَت هذه الخلايا في علاج فئران أصابها العلماء بمرض «ألزهايمر» بصورة اصطناعيّة في المختبرات. واستهدفت الدراسة المصريّة تقويم دور خلايا المنشأ في علاج «ألزهايمر»، إضافة إلى رصد بعض العوامل المتّصلة بظهور المرض. وأظهرت أن خلايا المنشأ أدّت إلى تحسّن حال أدمغة الفئران المُصابة ب «ألزهايمر» منذ الجرعة الأولى. ورجّحت الدراسة أن يكون الدور الإيجابي لخلايا المنشأ مرتبطاً بقدرتها على التحوّل إلى خلايا عصبيّة في الدماغ، فتحل مكان الخلايا التي ضمرت فيه تحت تأثير «ألزهايمر». وكذلك لاحظت أن خلايا المنشأ تفرز مواد تعمل على زيادة تغذية الخلايا العصبية في الدماغ، وتصحيح وظائفها أيضاً، إضافة الى قدرتها على مقاومة عمليات الأكسدة في الخلايا العصبية للدماغ، ما يُبطئ الضمور التدريجي لتلك الخلايا الذي يصل بها الى الذواء والموت.