اتهم رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس السابق للحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الموجود في عمان للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد على البحر الميت، الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله، ب «جر لبنان إلى الحرب في سورية، غداة إعلان الأخير أن حزبه سيقاتل «حتى النصر» في سورية. وقال السنيورة: «الموقف الذي يتخذه حزب الله منذ عام 2000 وزاد في الشهور الأخيرة، يظهر أن الحزب ليس حزباً لبنانياً وإنما جماعة إيرانية تعمل في لبنان». ورأى «أن تدخل الحزب في سورية يخالف رأي الشعب اللبناني ورأي الحكومة، التي لا تريد أن تنجر إلى هذا الصراع وقررت أن تبقى على الحياد إزاء ما يحدث في سورية». وأعرب السنيورة عن اعتقاده بأن ما قاله نصر الله «يزيد من توريط لبنان، ومحاولة لجر البلاد إلى مستنقع الحرب التي يشنها النظام المستبد في سورية ضد شعبه». وشجب السنيورة «الاعتداء الإجرامي الناتج عن سقوط صواريخ يقف خلفها مجرمون»، معتبراً أنه «تطور خطير»، وطالب ب «تحقيق سريع لكشف الفاعلين والاقتصاص منهم ومعاقبتهم، لأن تخريب الأمن والاعتداء على الناس الآمنين هو خدمة لأعداء لبنان». وكان السنيورة أثار مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، وفق بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، «خطورة مشاركة «حزب الله» في القتال في سورية والتداعيات الخطيرة التي يمكن أن تنعكس جراء هذه المشاركة». وشدد على أن «مصلحة لبنان في اعتماد سياسة النأي بالنفس والتقيد بإعلان بعبدا بشكل صادق وحقيقي، ولا دخل للأطراف اللبنانية في مساندة هذا الطرف أو ذاك عسكرياً، كما أن مشاركة حزب الله في القتال في سورية إلى جانب النظام هي كمن يرمي نفسه وبلده في النار». وفي السياق، اعتبر عضو الكتلة نضال طعمة، أن نصر الله «أكد ما كنا نحذّر منه ونعبر عن خوفنا من وقوعه، أنه تخلى عن التزاماته اللبنانية وعن الشراكة مع أبناء بلده، واعتبر أن من يحمي ظهره ويستره هو نظام يقتل شعبه، فكيف يمكن مقاومة أن تكون إلهية وهي تعتمد في أساس وجودها على قمع شعب وقتل نسوة وتشريد يتامى؟». ورأى في تصريح أن نصرالله «قال لشركائه في الوطن: نسالمكم هنا ونقتلكم هناك، ما هذه الازدواجية المرعبة؟ اليوم تذهبون إلى مكان آخر بالكلية لتصبحوا فريقاً من الفرق التكفيرية التي تدّعون قتالها؟». وسأل: «كيف سيهدأ الوضع في طرابلس وكيف سيسلّم الناس لمرجعية الجيش والدولة وأنتم لا تكفون عن الحديث عن عجز الدولة؟»، مشيراً إلى «التوظيف الميداني لما يجري في طرابلس في إطار تعطيل الانتخابات النيابية، والخيار بالتمديد لسنتين، وتحاولون فرضه بحكم الأمر الواقع، ما هو إلا لكي تكسبوا مزيداً من الوقت». وأكد أن «كلام رئيس الجمهورية عن ضرورة إعادة المقاومة إلى خطها الصحيح، كلام في غاية الأهمية، فلا يمكن دولة قوية وعادلة أن تبصر النور، إلا إذا كان كل السلاح المتواجد على أرضها، خاضعاً لإمرتها في إطار استراتيجية وطنية واضحة المعالم».