جسر للمحبين في باريس، أمر طبيعي جداً، فالمعروف عن العاصمة الفرنسية أنها مدينة الحب. لكن الجديد أن يصبح للمحبين جسر مماثل في مدينة البصرة بجنوب العراق. وجاءت هذه الفكرة في ظل الاعتداءات المستمرة التي يشنها تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق، ومع ازدياد أعداد المنضمين الى هذا التنظيم المتطرف الذي يسعى الى استمالة أكبر عدد من الشبان. بدأ الأمر بمجموعة صور التقطها شاب عراقي لجسر الفنون في باريس خلال زيارة لفرنسا، حيث يعلق العشاق في فرنسا أقفالاً من النحاس على سور الجسر ويلقون مفاتيحها في نهر السين تعبيرًا عن الارتباط برباط الحب الأبدي. أرسل الشاب الصور إلى أصدقائه متسائلاً: "لم لا يكون لنا جسر مماثل في البصرة؟". أعجب أصدقاء الشاب بالفكرة فطلبوا إذناً وحصلوا على موافقة على تحويل جسر فوق ممر شط العرب المائي إلى "جسر الحب". وقال أحمد السلمي أحد الذين تبنوا فكرة الجسر "افتتحنا الجسر يوم الثلثاء الماضي. توقعنا أن تكون المشاركة قليلة، فقمنا بتوزيع 250 قفلاً مجاناً في يوم الافتتاحية، لكن تفاجأنا بالعدد الكبير الذي كان متواجداً، حيث وصل العدد تقريباً إلى أكثر من 900 شخص على هذا الجسر في يوم الافتتاح". في الأيام القليلة التالية لبدء تنفيذ الفكرة في البصرة، توافد على الجسر أعداد كبيرة من الشبان والفتيات ليعلقوا أقفالاً نحاسية على أسواره. وكتب بعضهم اسمه في أوراق صغيرة ربطوها بالأقفال التي ألقوا مفاتيحها في مياه شط العرب. وقال السلمي "تفاجئنا بعد أيام قليلة أنه وصل عدد أقفال الجسر من 250 قفلاً إلى أكثر من 900 حالياً وهذا إنجاز كبير"، مضيفاَ "لكن للأسف قبل فترة تعرض الجسر إلى محاولة تخريب من بعض الناس. إذ حاولوا إشعاله وتدمير الأقفال. ولكن تم إعادة صيانة الامور على الجسر". وذكر السلمي أن فكرة الجسر لاقت اعترضات من بعض الناس في البصرة وأنه وزملاءه المنفذين للفكرة تعرضوا لكثير من المضايقات. وقال "تعرضنا إلى ضغوط كبيرة من جهات عديدة، منها حزبية ومنها مجموعات مسلحة كانت توصل لنا رسائل عن طريق فايسبوك أو عن طريق هواتفنا الشخصية تهددنا معتبرة أن هذه الفكرة محرمة دينياً". وأضاف: "لكن كان هناك توضيح من قبل رجال الدين المعتدلين وضحوا بأن التميمة لا تقصد بها هذه الأقفال وإنما يقصد بها غايات أخرى. ولكن بصورة عامة هنالك مضايقات كبيرة من بعض الأحزاب ومن بعض الفرق السياسية الموجودة في البصرة". ويواصل الشبان في البصرة تعليق الأقفال على الجسر على الرغم من تراجع أعدادهم بعد الأيام الأولى لانطلاق هذا المشروع.