يلتقي وزير الاقتصاد والمال في فرنسا نظيريهما الألمانيين في برلين الاثنين حاملين مطلباً باستثمارات بقيمة 50 بليون يورو، لكن من المحتمل ان يغادرا خائبين. ويلتقي ايمانويل ماكرون وميشال سابان سيغمار غبريال وولفغانغ شاوبله. ومن المقرر ان يعقد الوزراء الاربعة مؤتمراً صحافياً. ويأتي اللقاء في وقت محوري بالنسبة لباريس التي تخوض صراع قوة مع بروكسيل بخصوص مشروع موزانتها لعام 2015 الذي يتضمن ثغرات اضافية. واقترحت مجلة "دير شبيغل" الالمانية إمكانية مساعدة برلينلباريس من اجل تهدئة بروكسيل، عبر مساعدة حكومة مانويل فالس على وضع خارطة طريق ملزمة للاصلاحات. لكن لا يرجح ان يعلن الوزيران الالمانيان قراراً رسمياً بهذا الخصوص الاثنين، ويفضلان مراجعة المفوضية الاوروبية بهذا الخصوص. وكررت المستشارة الالمانية انغيلا مركل وشاوبله في الاسابيع الاخيرة اهمية احترام قواعد الموازنة الاوروبية، لكنهما حرصاً على الامتناع عن انتقاد باريس لتجنب مزيد من إغراق الشريك الفرنسي، او تجنب الظهور وكانهما يعظانها. لكن وراء هذه الرحمة الظاهرة ما تزال المواقف متباعدة جدا حول الموضوع الرئيسي للقمة المصغرة، وهو وسائل إعادة تحريك الاستثمارات والنمو في البلدين واوروبا برمتها. بالنسبة الى برلين، يكمن مفتاح تعافي منطقة اليورو في الثقة التي تمر عبر اصلاح المالية العامة والاصلاحات البنيوية. ولا ينفي الوزيران الالمانيان حاجة بلادهما الى الاستثمارات، على ما كرر غبريال الاثنين. وصرح لصحيفة "بيلد": "ينبغي فعل شيء... لكن ليس من خلال ديون جديدة". وحددت حكومة مركل هدفاً اول هو احراز التوازن في الموازنة الفيديرالية العام المقبل للمرة الاولى منذ 1969. واكد غبريال ان الحيز الاكبر من الاستثمار ينبغي ان يكون خاصاً، او ان يجري عبر اعادة توزيع للمال العام. وقال: "يجب ان نصرف الاموال بشكل افضل". وتريد باريس ان يستخدم الشريك الالماني هوامش مناورة الموزانة للاستثمار في دعم الاقتصاد، وهو امر تأمل فرنسا ان يستفيد منه جميع الاوروبيين بشكل غير مباشر. وقبل توجهه الى المانيا، حدد ماكرون قيمة الطلب للمرة الاولى. وصرح "50 بليون يورو من التوفير عندنا، و50 بليون من الاستثمارات عندهم، هذا توازن جيد" وذلك في مقابلة مشتركة مع سابان لصحيفة فرنكفورتر الغيمايني زايتونغ الاثنين. وتعهدت فرنسا توفير مبلغ خمسين بليون يورو خلال السنوات الثلاث المقبلة. بالنسبة الى المانيا التي تحرز منذ 2012 مالية عامة متوازنة (على كل المستويات معا، الدولة الفيديرالية، المقاطعات والبلدات)، ان 50 بليون يورو من النفقات الاضافية "ستكون ملائمة مع سياسة مالية جدية"، بحسب ماكرون. وهذه الزيارة الثانية الى برلين للوزير الشاب الذي تولى منصبه في اخر آب (أغسطس). وسبق ان رافق في اواخر أيلول (سبتمبر) رئيس الوزراء مانويل فالس الذي عرض برنامجه الاصلاحي. وشدد فالس انذاك على انه لم يات الى برلين "ليطلب شيئاً". لكن منذ تلك الفترة، ساءت الاحتمالات الاقتصادية وشهدت الاسواق المالية اسبوعين من التوتر.