حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس من ضياع «الفرصة الأخيرة» لاستئناف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، معتبرا أن حل الدولتين آخذ في التلاشي. وحض هيغ في ايجاز لعدد من الصحافيين، بينهم مراسل «الحياة»، في مقر القنصلية البريطانية العامة في القدس، الطرفين على تقديم التنازلات المطلوبة من أجل العودة إلى المفاوضات، محذراً من أن النتائج المترتبة على عدم حدوث ذلك ستكون وخيمة على الجانبين، وان حالة الشرق الأوسط ستكون «قاتمة». وقال: «الولاياتالمتحدة توظف جهوداً هائلة من أجل إعادة إطلاق المفاوضات، ومن المهم جداً لهذه الفرصة أن تلتقط من جميع الأطراف لأنه ليس من السهل أن تعود». وأضاف: «أقدر العمل الكبير الذي يقوم به وزير الخارجية الأميركي، وهذه زيارته الرابعة للمنطقة خلال أربعة أشهر، وهو يعرف المنطقة جيداً، يعرف القادة الإسرائيليين والفلسطينيين جيداً». وتابع: «من المهم أن لدينا الآن قيادة (أميركية) جريئة مصممة على النجاح، وأعتقد أن النتائج المترتبة على عدم نجاح هذه الجهود على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ستكون وخيمة». وزاد: «هناك إلحاحية خاصة، لان حل الدولتين يتلاشى، لم يعد هناك متسع من الوقت، وربما تكون الفرصة الأخيرة». وكان هيغ عقد لقاءين منفصلين مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقال إنه بحث مع الزعيمين «مسألة المفاوضات، والحوافز الممكن تقديمها للطرفين من اجل استئنافها». وأضاف: «موقف بريطانيا والاتحاد الأوروبي واضح، ويقوم على تأييد حل الدولتين من أجل إسرائيل دولة ذات حدود آمنة، ودولة فلسطينية إلى جانبها على حدود عام 1967، مع تبادل أراض متفق عليه، والقدس عاصمة مشتركة للدولتين، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين». وأضاف: «نريد أن نرى حلاً قائماً على هذه المبادئ. ومن الضروري لكلا الطرفين تقديم التنازلات اللازمة للبدء في المفاوضات، ومن دون تقديم التنازلات المطلوبة، سنواجه حالة قاتمة في الشرق الأوسط». وفي شأن آخر، قال هيغ إنه سيسافر إلى الأردن الأربعاء المقبل من أجل إجراء محدثات متعددة في شأن سورية. وقال: «آخذاً في عين الاعتبار الوضع في سورية، فإننا مهتمون بالاستقرار في الأردن وتأثير الأزمة عليه». وأضاف: «نقدم للأردن 26 مليون جنية إسترليني من إجمالي مساعداتنا الإنسانية للاجئين للسورين»، مضيفاً أن بريطانيا أقرت قبل أيام تقديم مساعدات عسكرية للأردن، مثل سيارات للحدود لنقل اللاجئين، وتعد لتقديم مساعدات إضافية للمملكة».