قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إنه سيزور ورئيس الاستخبارات عمر سليمان واشنطن الثلثاء المقبل لإجراء مشاورات مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تتناول عملية السلام في الشرق الأوسط والمفاوضات المتوقفة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأشار أبو الغيط، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني ويليم هيغ عقب محادثاتهما في القاهرة مساء أول من أمس إن «زيارة الوزير عمر سليمان إلى إسرائيل جاءت تمهيداً لزيارة واشنطن». وأوضح أن الوفد المصري سيلتقي وزيرة الخارجية الأميركية الأربعاء المقبل «لنتعرف الى ما تستطيع الولاياتالمتحدة القيام به لاستئناف المفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني ودفعها في الطريق الصحيح». وقال الوزير المصري: «إن أميركا لا تزال تحاول بذل الجهود مع إسرائيل المسؤولة عن العقبات أمام المفاوضات»، معرباً عن أمل بلاده أن تعاود الإدارة الأميركية، بعد انتهاء الانتخابات الجهود لإقناع إسرائيل بإزالة العقبات التي أدت إلى توقف المفاوضات. ورداً على سؤال حول الموقف الحالي لمفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين خصوصاً أن المهلة التي منحتها لجنة مبادرة السلام العربية للجانب الأميركي أوشكت على الانتهاء، قال أبو الغيط: «إن المفاوضات متوقفة وهناك فعلاً مشكلة يجب البحث في كيفية حلها في الوقت الحاضر». وأضاف: «نحن نعلم أن الولاياتالمتحدة الأميركية لا تزال تحاول أن تبذل جهداً مع الجانب الإسرائيلي المسؤول عن هذه العقبة (...) نتصور أن هناك فرصة للولايات المتحدة الآن لأن تعاود بذل الجهد وتحاول إقناع الجانب الإسرائيلي بالتخلي عن هذه المواقف المتعنتة التي أثرت على المفاوضات وأوقفتها». وقال هيغ إن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي يؤثر في الاستقرار والرخاء ليس فقط للطرفين لكن للمنطقة بأسرها، معتبراً أن هناك «نافذة حالية للوصول الى حل الدولتين». وشدد على التزام بلاده بذل كل ما في وسعها لمساعدة الطرفين، مؤكداً أهمية العودة إلى المفاوضات من أجل هدف إقامة الدولة الفلسطينية. وقال إن بريطانيا «ستستمر في بذل كل ما في وسعها من أجل الوصول الى هدف الدولة الفلسطينية على حدود 1967 بحيث تكون القدس عاصمة مشتركة للدولتين». من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية المصري إن مشاوراته مع نظيره البريطاني تطرقت إلى الوضع في لبنان والحاجة إلى تحقيق الاستقرار مع الاستمرار في الالتزامات الدولية الواقعة على المجتمع الدولي تجاه لبنان، وتحديداً المحكمة الجنائية الخاصة باستشهاد رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. وأكد أن «هناك وضعاً حساساً في لبنان». وجدد وزير الخارجية البريطاني في القاهرة ما اعلنه في اسرائيل أن بلاده «ستغير قوانينها»، التي تجيز لأي شخص في بريطانيا ملاحقة أي مسؤول بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وقال، رداً على سؤال تناول محاولات تعديل القانون البريطاني لمنع محاكمة المسؤولين الإسرائيليين المتهمين بارتكاب جرائم حرب في بريطانيا، إننا «نحاول تقريب القوانين البريطانية لتتلاءم مع القوانين الأوروبية وسنستمر فى الأخذ بالقوانين الدولية وقوانين حقوق الانسان». وعلق أبو الغيط على هذا الأمر قائلاً «إننا نقترح بقاء القوانين كما هي»، لكن هيغ شدد على «أن المشكلة ليست القوانين المؤثرة في إسرائيل لكن في أن أي شخص في المملكة المتحدة الآن يمكنه أن يطالب بمحاكمة شخصيات لأسباب سياسية، ولهذا فإننا سنغير القوانين بحيث يكون من الممكن فقط القبض على أي شخص إذا كانت هناك فرصة معقولة للنجاح في ادانته أو تقديمه للمحاكمة وإلا فإن الشخصيات الدولية لن يمكنها زيارة المملكة المتحدة للتباحث مع المسؤولين بها»، مضيفاً: «من مصلحة السلام في العالم أن تكون بريطانيا قادرة على استضافة المسؤولين في لندن للتباحث». وأكد أن بلاده ستظل تعمل بالقوانين الدولية وسيتم إلقاء القبض على أي مجرم الحرب.