نيكول كيدمان تجسّد غريس كيلي لعام واحد لا أكثر كان لا بد لهذا من ان يحدث يوماً في عالم السينما. كان لا بد لنيكول كيدمان من ان تحقق حلماً قديماً لديها وهو ان تعير ملامحها وجمالها الأخّاذ الى غريس كيلي إحدى أجمل فاتنات السينما الأميركية والعالمية في الخمسينات، والمرأة التي لم يفق ألفريد هتشكوك ابداً من «صدمة» تخليها عن العمل معه بطلة لأفلامه كما عن التمثيل السينمائي في شكل عام إثر زواجها الصاخب من أمير موناكو. كما لم يفق هذا الأخير من رحيلها بعد ذلك بسنوات في حادث سيارة بات شهيراً. فنيكول كيدمان - وكما تقول أنباء مؤكدة أُعلنت في «كان» - ستكون خلال الشهور المقبلة منهمكة في تصوير دورها مجسدة شخصية غريس كيلي في فيلم «غريس اوف موناكو» الذي يحققه اوليفييه دهان (صاحب فيلم «لا موم» عن حياة إديث بياف). غير ان الفيلم، وعلى عكس ما كان شائعاً، لن يتناول السيرة الذاتية لغريس، بل سيتحدث فقط عن عام واحد من حياتها، هو العام 1961 الذي شهد ازمة ديبلوماسية خطيرة بين إمارة موناكو والحكومة الفرنسية. في ذلك الحين، وكما عرف لاحقاً، كان لغريس الدور الأول في تسوية الخلاف، ما جعلها تستحق شكر باريس والأمير رينيه معاً. والفيلم الذي يتابع فقط احداث ذلك العام، من المتوقع ان يعرض اوائل العام المقبل، أما موازنته فلن تقل عن عشرين مليون دولار. صاحب «الذهب الأسود» يصل الى السهوب المونغولية قبل عقود كان الفرنسي جان – جاك آنو واحداً من ابرز الذين عولموا السينما الفرنسية وصنّاعها حين اقتبس رواية امبرتو ايكو الشهيرة «اسم الوردة» في ذلك الفيلم الناجح الذي نعرف. ولكن قبل عامين من الآن، ضمّ آنو اسمه الى قائمة اكثر المخرجين فشلاً تجارياً بسبب الفيلم الكارثي الذي حققه بأموال قطرية، «الذهب الأسود»... اما اليوم فها هو يواصل رحلته العالمية واصلاً هذه المرة الى سهوب مونغوليا، حيث بدأ في تصوير فيلم جديد له من المتوقع ان يكون اكثر اعماله طموحاً «وأكثرها استجابة لاهتماماتي بتصوير الطبيعة وعلاقة الإنسان بها، ناهيك بتطلعي الدائم الى اكتشاف حضارات خفية»، كما يقول. الفيلم الجديد عنوانه «طوطم الذئب»، وهو مأخوذ من رواية صينية تعتبر الأشهر اليوم في هذه اللغة بعدما باعت في الصين 20 مليون نسخة وترجمت الى 18 لغة عالمية حتى الآن. اما البطولة في الفيلم فمعقودة لذئب و... ذئبة. ونعرف ان لآنو تجارب مميزة في التعامل في «بطولة» افلامه مع الحيوانات البرية، يشهد على هذا اثنان من اجمل افلامه: «الدبّ» و «الشقيقان». بقي ان نذكر نقلاً عن الأخبار التي أُعلنت رسمياً في «كان» ان الفيلم سيصور بتقنية الأبعاد الثلاثة وباللغة الصينية المندرية... سكارليت تغوص في عوالم ترومان كابوتي ... مخرجةً هذه المرة يعرف الجميع ان طموحات النجمة الأميركية الشابة سكارليت جوهانسون، لا تحدّ. فالفاتنة التي لفتت الأنظار منذ كانت في الرابعة عشرة حين مثّلت تحت إدارة الأخوين كون في «الحلاق» الذي يعتبر واحداً من اقوى افلامهما، لم تعد تكفيها النجومية وكونها تعتبر، الى نجوميتها، ممثلة كبيرة شرط ان تعمل تحت ادارة مخرج متمكن، بل تتطلع الآن الى ما هو اكبر: تتطلع الى الإخراج. وهي اعلنت ذلك بنفسها في لقاء صحافي عقدته خلال حضورها مهرجان «كان» مؤكدة ان فيلمها الأول سيكون مقتبساً من رواية للكاتب الأميركي ترومان كابوتي (الذي اشتهر من اعماله نصه المدهش «بدم بارد»، كما اشتهر بكونه من اكثر كتاب اميركا القرن العشرين غرابة أطوار). اما كتاب كابوتي الذي اجتذب سكارليت للوقوف وراء الكاميرا، فهو قصته «عبور الصيف» التي كانت اول ما كتب في سنوات شبابه الأولى واعتبرت مفقودة حتى السنوات الأخيرة حين أُعيد اكتشافها ونشرها. وتتحدث القصة عن مراهقة اميركية في زيارة باريسية مع اهلها تهرب منهم لتلتحق بخادم في اجواء العاصمة الفرنسية بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة. بيتر غريناواي يعود الى الإخراج بعد غياب مقلق خلال السنوات القليلة الفائتة، لم يتوان محبو سينما الفنان البريطاني بيتر غريناواي عن التعبير عن قلقهم لعدم تمكنه من العودة الى العمل مخرجاً إثر إخفاق افلامه الأخيرة ومنها تحفته الفنية «دورية الليل» التي لم تجتذب ما يكفي من متفرجين على رغم ان الفيلم مأخوذ عن لوحة شهيرة لرمبراندت. اما هذا العام فيبدو ان القلق لم يعد في محله حيث افادت أنباء أُعلنت في «كان» – حيث يشارك السينمائي والرسام البريطاني في فيلم ثلاثي حول تقنيات البعد الثالث، مع جان جاك غودار... في تظاهرة «اسبوعي المخرجين» -، بأن غريناواي يشتغل في وقت واحد تقريباً على مشروعين كبيرين، اولهما «ايزنشتاين في غواناخواتو» الذي يتتبع حكاية تصوير المخرج الروسي الكبير لفيلمه المكسيكي غير المكتمل والذي بات اسطورياً مع مرور الزمن، اما الثاني فهو إعادة اقتباس، إنما على طريقته الخاصة، لرواية توماس مان «موت في البندقية» التي سبق ان حوّلها لوكينو فيسكونتي الى فيلم لا ينسى... والجديد هنا هو ان احداث الرواية التي تدور في البندقية كما نعرف، وكما ينص العنوان صراحة، ستنقل الى انكلترا... كما ان الفيلم سيتوسع اكثر في تتبع ما ستكون عليه حياة تادزيو بعد موت الكاتب ايشنباخ... اسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه يحقق فيلماً عن سيرته لا تخلو أنباء مهرجان «كان» من طرائف مدهشة... ولعل اكثر تلك الأنباء مدعاة للدهشة ما اعلنه اسطورة كرة القدم البرازيلي الأكبر بيليه عن بدئه تصوير فيلم سينمائي يتناول سيرة حياته والكيفية التي تحوّل بها من صبي بائس لا مستقبل له، الى واحد من اعظم نجوم كرة القدم في القرن العشرين محققاً لبلاده كأس العالم ثلاث مرات... في «كان»، بعدما اعلن بيليه عن مشروعه الذي دخل الآن مرحلة الإنتاج الفعلي، قال اللاعب الشهير انه يهدف من أفلمة سيرته الى «إعطاء فكرة مبدئية للفتيان عن الآفاق التي تفتحها الحياة امامنا... وفي اعتقادي ان هذا امر ضروري ضرورة ان نجعل من نجاحنا مثالاً يحتذى». مهما يكن من امر، اكد بيليه لمستمعيه في «كان» ان هذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها على الإخراج السينمائي حيث سبق له ان حقق عدداً لا بأس به من الأفلام لجمهور الصغار ولا سيما في المواسم الأولمبية. «اما هذه المرة، فإن الله قال لي: هيا يا بيليه، حان الوقت كي تحوّل سيرتك فيلماً». بقي ان نذكر نقلاً عن فنان الكرة الذي يلقب عادة ب «الجوهرة السوداء» ان الفيلم سيكون جاهزاً للعرض في حزيران (يونيو) المقبل، بالتزامن مع افتتاح كأس العالم للعام 2014 في البرازيل.