«ترمينيتور الإنقاذ» عنوان فيلم المغامرات المكمل لسلسلة أفلام «ترمينيتور» التي أدى بطولتها في الماضي أرنولد شوارزنيغر قبل أن يتجه إلى السياسة ويصير حاكماً لولاية كاليفورنيا. والفيلم الجديد، الذي يعرض حديثاً، من بطولة كريستيان بيل والممثلة الأميركية الكستنائية الشعر برايس دالاس هوارد (28 سنة) القادمة أصلاً من دنيا المسرح الكلاسيكي حيث أدت أجمل الأدوار في أعمال شكسبير وموليير وبيرانديللو منذ طفولتها قبل أن تهتم بها السينما على يد المخرج الأميركي الهندي الجذور نايت شيامالان الذي اكتشفها فوق الخشبة واقتنع بمنحها بطولة فيلمه «القرية» إلى جوار نجمة عملاقة من طراز سيغورني ويفر، ثم من جديد في فيلم «الفتاة والماء». غير أن برايس حلت مكان نيكول كيدمان في الجزء الثاني من «دوغفيل» وعنوانه «ماندرلاي» للسينمائي الدنماركي لارس فون ترير، وتولت البطولة النسائية في فيلم «سبايدرمان 3» من إخراج سام ريمي. وهوارد هي ابنة السينمائي الهوليوودي المعروف رون هوارد مخرج الفيلم الشهير «دا فينشي كود» وأعمال أخرى عديدة. في باريس التي زارتها هوارد كي تحضر العرض الافتتاحي لفيلم «ترمينيتور الإنقاذ» التقتها «الحياة» وحاورتها. كيف تم الانتقال بالنسبة إليك من العمل المسرحي الكلاسيكي إلى دنيا السينما؟ - أنا أعشق السينما كمتفرجة لكنني في مهنتي لم أخض تجربة الوقوف أمام الكاميرا قبل فيلم «القرية» لذا شعرت بنوع من الخوف الممزوج بالدهشة عندما طلب السينمائي نايت شيامالان مقابلتي من أجل طرح بطولة فيلمه علي. التقيت الرجل وفوجئت بكونه يعرفني فنياً من خلال المسرح وأكد لي ايمانه الشديد بي كممثلة ذات طاقة جبارة قادرة على العطاء وعلى إبهار المتفرج. ولم يتردد في منحي دور فتاة عمياء من دون أن يشاهدني فوق الشاشة أبداً. وعرفت في ما بعد أنه يذهب إلى المسرح كثيراً من أجل اكتشاف المواهب التمثيلية الجيدة الأمر الذي رفع من شأنه في نظري لأن المخرجين السينمائيين نادراً ما يقدمون على مثل هذا التصرف ويفضلون البقاء في إطار السينما وكأن الميدان المسرحي لا يخصهم أبداً بل أكثر من ذلك يعتبرونه مهنة مختلفة لا علاقة لها بمهنتهم. لقد تعلمت دوري وكأنه للمسرح ثم تأقلمت شيئاً فشيئاً مع وجود الكاميرا وطبقت نظرياتي المسرحية على السينما مع إدخال التعديلات اللازمة إليها، بمعنى أن الحركات في السينما تتم على نطاق ضيق والصوت يظل منخفضاً على عكس الخشبة المسرحية التي تشترط على الممثل حركات عريضة وصوتاً قوياً. وفي النهاية أنا سعيدة بوجودي في هذا العمل كوني عملت مع مخرج على هذا المستوى من المهارة في إدارة ممثليه وفي سرد حبكة السيناريو من خلال عين الكاميرا. والدليل على كوننا اتفقنا هو انني ظهرت في ما بعد ذلك في فيلم ثان لشيامالان هو «الفتاة والماء». فيلمك الجديد «ترمينيتور الإنقاذ» يمتاز بحبكة مبنية كلياً على المغامرات المثيرة وأحيانا المخيفة، فهل أنت مولعة بهذا اللون السينمائي؟ - أنا فعلاً من المعجبات بأفلام المغامرات، وأما مجموعة «ترمينيتور» فقد شاهدتها كلها بسبب إعجابي الشديد منذ صباي بأرنولد شوارزنيغر. وقد رأيت الجزء الثالث مثلاً ثلاث مرات. وكانت هناك في أثناء تصوير «ترمينيتور الإنقاذ» نبرة خاصة ومثيرة تعدت الناحية المهنية وعادت إلى المزج الذي أجريته في ذهني بين شعوري أمام أفلام «ترمينيتور» كمتفرجة ثم كممثلة في الجزء الجديد من المجموعة، فأنا كنت متأثرة جداً بالعمل في بعض اللقطات الخطرة ظاهرياً، مع انني بفضل قراءتي للسيناريو كنت على دراية بأن المؤثرات المرئية والصوتية كانت ستركب في ما بعد وأن الحكاية كلها عبارة عن خدعة هوليوودية جهنمية فعالة، لكنني سهلة التأثر وساذجة نوعاً ما في بعض الأمور. هل تأثرت بالطريقة نفسها وأنت تمثلين في فيلم «سبايدرمان 3»؟ - لا لأنني لم أتخيل نفسي متفرجة لحظة واحدة في أثناء تصوير هذا الفيلم، وأديت عملي كممثلة بطريقة ناضجة ومسؤولة كلياً، فأنا في الحياة اليومية لست من المعجبات بالرجل العنكبوت (سبايدرمان) مثلما أحب سلسلة أفلام «ترمينيتور» وأرنولد شوارزنيغر. مثلتِ في فيلم «القرية» دور عمياء، فما هي العقبة الأولى التي واجهتك؟ - التصرف مثل العمياء في مواجهة الكاميرا، التي تلتقط أدق تعبيرات وجهي أخافني بالنسبة الى ما يحدث في المسرح حيث يجلس المتفرج على مسافة مهما كانت قريبة لا تسمح له بمراقبة كل حركة طفيفة وذلك حتى إذا كان المتفرج قد حضر إلى المسرح بمنظار مكبر، فالكاميرا تضخم الملامح عشرات المرات فوق الشاشة ما يطلب من الممثل التزام الحيطة بطريقة دقيقة جداً. لقد أخذت وجود الكاميرا في الاعتبار في البداية ويبدو أن شيامالان لاحظ مدى ارتباكي فقرر تصويري عن مسافة بعيدة بعدسة مكبرة حتى أشعر وكأنني أمثل من دون أي مراقبة، وأنا الآن أشكره على ما فعله وأعترف بأنه قد تصرف بذكاء لمصلحة الفيلم ومن أجل راحتي الشخصية. علاقة غريبة كيف واجهت دورك الكبير في فيلمك الأول، إلى جوار سيغورني ويفر، علماً أنها نجمة عالمية اعتادت البطولة النسائية المطلقة في أعمالها السابقة؟ - كانت علاقتي بسيغورني ويفر جيدة أثناء التصوير، وقد حاولت أن أحترمها كفنانة قديرة وامرأة تكبرني سناً بحوالى 30 سنة وتكبرني بأكثر من عشرة سنتيمترات من ناحية الطول. وكان لابد لي من أن أراعي مكانتها، فهي كانت بمثابة معلمتي الفنية إلى حد ما، خصوصاً أنني تعلمت الكثير من وراء مراقبتي تصرفاتها أثناء العمل. ولا شك في أن الفارق الكبير في الطول بيني وبينها راح يخلق بين الشخصيتين فوق الشاشة علاقة غريبة ووضعني دائماً في موقف فتاة ضعيفة أدافع عن نفسي وأكافح من أجل الوصول إلى مستوى هذه المرأة، وكان هذا الوضع يلائم شعوري تجاهها على الصعيد الفني وليس الجسماني فقط. أين تعلمت الدراما أساساً؟ - نشأت في عائلة ضمت العديد من الفنانين في ميدان الموسيقى والمسرح وسرعان ما سمح لي أبي وأمي بالدخول إلى معهد الدراما عندما لاحظا قلة اهتمامي بالدراسة التقليدية، وبالتالي بدأت ممارسة المسرح وأنا بعد صبية. هل تعتبرين نفسك إذاً صاحبة خبرة واسعة كممثلة على رغم حداثة سنك؟ - أنا بطبيعة الحال أتمتع بخبرة طويلة تعود إلى كوني وقفت فوق خشبات المسارح وأنا بعد في العاشرة من عمري ما يعني أنني ممثلة محترفة منذ 17 سنة. لكن الخبرة في نظري لا تعني إدراك كل شيء والتمتع بنفوذ على الغير فأنا مؤمنة بأن التواضع والقناعة والاستمرار في التعلم هي أفضل الطرق للحفاظ على فوائد الخبرة المكتسبة وبالتالي على النجاح والشعبية. وأنا مثلاً مهما كنت صاحبة خبرة طويلة أشعر بأنني لا أزال صبية لا تعرف أي شيء كلما وجدت نفسها تشارك أحد عمالقة التمثيل بطولة عمل معين، مثلما كانت الحال مع سيغورني ويفر في «القرية»، وحديثاً مع كرستيان بيل في «ترمينيتور الإنقاذ». هل كنت تفضلين أن يكون شوارزنيغر بطل الجزء الجديد من «ترمينيتور» إلى جوارك؟ - لا أبداً، فأنا أشك في قدراتي على التمثيل في مواجهة النجم الذي أحبه بطريقة جنونية وأحتفظ بصوره منذ طفولتي، غير أن كريستيان بيل من أهم وأفضل نجوم هوليوود الحاليين وأنا فخورة بمشاركته بطولة الفيلم. توليتِ خلافة نيكول كيدمان في الجزء الثاني من فيلم «دوغفيل» وعنوانه «ماندرلاي» للسينمائي الدنماركي لارس فون ترير، فكيف عشت التجربة؟ - تأثرتُ إلى أبعد حد بالعمل تحت إدارة عبقري من طراز فون ترير، وأعترف لك بأنني أحسد الفرنسية شارلوت غينسبور على حيازتها بطولة فيلم فون ترير الأخير «أنتيكريست» إلى جوار ممثل أقدره وأحلم بالعمل معه هو ويليام دافو، إضافة إلى انها استحقت جائزة أفضل ممثلة في مهرجان «كان» الأخير عن دورها في هذا الفيلم. أما عن مسألة خلافة نيكول كيدمان فهو شيء لا يهمني أو يمسني اطلاقاً. هل يعني كلامك أنك لا تحبين نيكول كيدمان؟ - لم أقل ذلك، والحقيقة تتلخص في كون كيدمان اعتذرت عن العمل في الفيلم المكمل لذلك الذي تولت بطولته أصلاً وهو «دوغفيل»، وتم اختياري للحلول مكانها ربما لأنني صاحبة شعر كستنائي مثلها أو بكل بساطة لأنني كنت أليق بالدور، وأنا لا أتمتع بأي شعور محدد تجاهها وأعترف مثل الجميع بأنها ممثلة ممتازة. أصبحتِ ممثلة سينمائية معروفة الآن، فهل تنوين رفض العروض المسرحية المقبلة حتى تتفرغين للشاشة الكبيرة؟ - أنا في حيرة من أمري إذ أعجز عن رفض العروض السينمائية المغرية التي تصلني بكثرة حالياً، ومن ناحية ثانية لا أود التنازل عن مشاريع مسرحية ممتازة مثل التي شاركت فيها حتى الآن، لكنني سأضطر إلى الخيار في وقت من الأوقات. أعرف الصعوبات التي تنتظرني والحيرة التي ستحتل مكانة كبيرة في حياتي بفضل نجاح أفلامي واستحقاقي شعبية دولية، وأقول لنفسي إن ذلك هو ثمن النجاح وإن علي أن أشكر السماء وأن أقلل من الشكوى. هل تنوين العمل في أحد أفلام والدك المخرج السينمائي رون هوارد؟ - نعم، خصوصاً أنني ظهرت في أفلام أبي في أدوار صغيرة جداً عندما كنت صبية، وكثيراً ما أتحدث مع أبي عن هذه الإمكانية وهو يشاركني رغبتي في أن نعمل معاً، إلا أن الفرصة لم تسنح بعد، لكن المشروع قائم ولا بد من أن يتبلور في المستقبل.