بعد ثمانية أعوام من استشهاد العميد مبارك السواط أمام منزله حين أطلقت عليه مجموعة من الفئة الضالة وابلاً من الرصاص، حكمت المحكمة الجزائية المختصة في السعودية بفترات سجن تراوح بين 10 و25 عاماً، في حق ثمانية أشخاص متورطين في جريمة القتل التي شهد أحداثها حي الشرائع في مكةالمكرمة، وهزت الشارع السعودي في منتصف 2005. خال الشهيد محمد السواط، وهو من تولى تربية مبارك منذ أن كان في السادسة من عمره إلى جانب أخيه عبيد، بعد وفاة والدهما في منطقة «السر» بمحافظة الطائف، وصف الأحكام القضائية التي صدرت في حق المتورطين في قضية اغتيال ابن أخته ب«المرضية» كونها أحكاماً شرعية، بيد أنه تمنى أن يطبق عليهم القصاص الشرعي نظراً لاشتراكهم في التخطيط لجريمة قتل «مبارك». ويفيد محمد السواط الذي كان يتحدث إلى «الحياة» محاولاً مداراة دموعه التي نفرت غصباً من عينيه، بعدم حضور أي من أفراد عائلة الشهيد للمحكمة في الرياض، مؤكداً أن الأسرة نالت اهتماماً من وزير الداخلية آنذاك الأمير نايف بن عبدالعزيز، إذ وفر لهم منزلاً وسيارة، مشيراً إلى أن اهتمام ولاة الأمر لم ينقطع منذ تاريخ استشهاد العميد مبارك وحتى اليوم، إذ تولى وزير الداخلية الحالي الأمير محمد بن نايف متابعة أحوال أسرة السواط «شخصياً». وأضاف: «ابن مبارك الأكبر عماد توظف في وزارة الداخلية، وهو أصم وأبكم، إلا أنه تفوق على زملائه، وحاز على الامتياز في جميع مراحله الدراسية، وقد تكفل الأمير محمد بن نايف بتوظيفه وتعليمه، كما أرسل ابنة الشهيد بعد استشهاده بستة أشهر إلى الخارج لتلقي العلاج بعد إصابتها بشلل في أقدامها». وعند سؤاله عن شعوره بعد ثمانية أعوام من فقدان العميد مبارك السواط، أجاب بنبرة خالطها البكاء: «شعوري هو شعور أي أب خطف الموت ابنه بواسطة مجرمين، وليس لنا إلا الدعاء فرحمه الله تعالى، نحن فخورون به فقد خدم الوطن وقدم روحه فداء له». وأكد أنه أصدر كتيباً عن العميد مبارك السواط بعنوان: «شهيد مكة» تمت إجازته وطبع أخيراً، مبيناً أن أسرة الشهيد المكونة من ثمانية أطفال ( أربعة ذكور وأربع إناث) ينعمون بحياة جيدة، فابنه الأكبر عماد يعمل مدنياً في وزارة الداخلية، وبقية إخوته يدرسون في مراحل دراسية مختلفة.