كشفت الهيئة السعودية للمهندسين عن ضبط أكثر من 1200 شهادة مزورة لمهندسين وافدين خلال العام الماضي، بمتوسط ثلاث شهادات مزورة يومياً، ما يتسبب في خسائر كبيرة للاقتصاد السعودي، بسبب سوء تنفيذ المشاريع نتيجة الأداء السيئ للأفراد الذين يعملون كمهندسين بتلك الشهادات المزوّرة. وقال الأمين العام للهيئة السعودية للمهندسين الدكتور غازي العباسي، إن «الهيئة ضبطت 1200 شهادة مزورة لمهندسين وافدين خلال العام الماضي 2012، وأن السعودية تخسر 2 بليون ريال سنوياً بسبب تعثر المشاريع في قطاعات عدة، نتيجة الأداء الهندسي السيئ، بسبب هؤلاء الأشخاص الذين يعملون كمهندسين بشهادات مزورة»، مشيراً إلى أن الهيئة أوجدت اعتماداً هندسياً للتأكد من جودة المهندسين، إضافة إلى اعتماد مزاولة المهنة. وأضاف العباسي خلال لقاء مفتوح نظمته لجنة المكاتب الهندسية في غرفة تجارة جدة أمس: «تكشف الهيئة في اليوم الواحد ثلاث شهادات مزوّرة لمهندسين وافدين، بدعم من تكاتف كل الجهود الهادفة لضبط تلك الشهادات». وتابع: «تمت إحالة 1200 وافد من الهند والفيليبين إلى وزارة الداخلية بعد أن اكتشفت الهيئة أن الجامعات التي يحملون شهادات منها وهمية ولا وجود لها». وأوضح أن هناك 15 ألف شخص حصلوا على «تأشيرات مهندسين» على رغم أنهم لا يعملون في حقل الهندسة، حتى يتسنى لهم استقدام عائلاتهم إلى المملكة، وقاموا بتغيير مهنهم من الهندسة إلى مهنتهم الأصلية. وأكد العباسي أن الهيئة تعمل على منع هؤلاء المزورين من ممارسة مهنة الهندسة بعد ضبطهم وإبلاغ الجهات المتخصصة بخصوصهم، مشيراً إلى أن أحد أسباب تعثر المشاريع هو أن السعودية أقل دولة في العالم تدفع رسوماً للتصميمات الهندسية، ويسهم التأخير في ضياع الجهد والوقت وإهدار المال العام. وشدد على أن الهيئة سترفع إلى المقام السامي بآلية لتوزيع المشاريع وعدم حصرها في شركتين فقط، لافتاً إلى أن هناك 8 بلايين ريال للتصميمات الهندسية من هذه المشاريع ونأمل الاستفادة منها لدعم المهندس السعودي والمكاتب الهندسية. وأشار إلى أنه سيتم نهاية العام الحالي اعتماد الكادر الهندسي بعد الانتهاء من كل مراحله النهائية، منوهاً بأن عدد المهندسين المعتمدين في المملكة وصل إلى 170 ألفاً، منهم 30 ألف سعودي، و140 ألفاً غير سعوديين، ما يعني أن الأجانب ضعف السعوديين بخمس مرات. وطالب بسد الفجوة في عدد المهندسين السعوديين والوافدين، إذ لا بد من أن تتم خلال العقدين المقبلين زيادة أعداد السعوديين في هذا المجال بإنشاء كليات جديدة، وزيادة عدد المبتعثين إلى الخارج، حتى يكون لدينا مهندسون مؤهلون وفق أعلى المستويات. ولفت العباسي إلى أنه يوجد في المملكة أكثر من أربعة آلاف مكتب هندسي، والهيئة دققت حالياً في شهادات جميع المهندسين، من سعوديين وأجانب، مشيراً إلى أنه سيتم خلال الفترة المقبلة ربط وزارة العمل والمديرية العامة للجوازات إلكترونياً، كما نجهز خطة للتوسع في مختلف المناطق من خلال إنشاء مكاتب، وخلال العام الحالي سيتم التواصل وتجديد الرخص إلكترونياً، إضافة إلى عقد ندوات توعية وإنشاء قاعدة بيانات. وذكر الأمين العام للهيئة السعودية للمهندسين الدكتور غازي العباسي أنه مع نهاية العام الحالي سيتم اعتماد الكادر الهندسي بعد الانتهاء من كل مراحله نهائياً، والذي سيحل الكثير من مشكلات المهندسين، وستكون الهيئة هي الأساس لأعمال المهندسين.