تكثفت أمس، الاتصالات والاجتماعات بين فاعليات طرابلس وبين المراجع السياسية والأمنية في لبنان لتطويق الأحداث الدموية المتواصلة في المدينة (بين مسلحي جبل محسن ومسلحي باب التبانة) والتي راح ضحيتها 12 قتيلاً و130 جريحاً منهم جنود من الجيش اللبناني، على خلفية معارك القصير في سورية. وأجرى رئيس الجمهورية ميشال سليمان سلسلة اتصالات مع وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال فايز غصن وقائد الجيش العماد جان قهوجي ومسؤولين أمنيين ركزت على وجوب ضبط الوضع ومنع توسع الاقتتال. ومن المقرر وفق مديرية التوجيه في قيادة الجيش أن يزور سليمان غداً قيادة الجيش في اليرزة للقاء غصن وقهوجي وأركان القيادة. اجتماع للقادة الامنيين وعقد عصراً في مكتب النائب العام التمييزي القاصي حاتم ماضي اجتماع للقادة الامنيين في لبنان «في اطار الاجتماعات التنسيقية الدورية بناء على توجهات الرئيس سليمان تنفيذاً لقرارات مجلس الدفاع الاعلى». واعلن ان المجتمعين ناقشوا «الاوضاع الامنية من مختلف جوانبها واتخذوا الاجراءات التنسيقية المناسبة الآيلة الى تثبيت الامن والاستقرار في البلاد». وعقد عصراً ايضاً، اجتماع في قاعة مسجد «حربا» في باب التبانة، حضره النائب محمد كبارة (سرت إشاعة عن أن موكبه تعرض لإطلاق نار نفاها بشدة لاحقاً) والشيخ نبيل رحيم والشيخ بلال بارودي، لكن قادة المحاور لم يلبوا دعوة الحضور إلى الاجتماع. وكان رصاص طائش سقط في منطقة أبي سمراء، مقابل ساحة الإيمان، وأيضاً في منطقة شارع عزمي، ما أحدث هلعاً بين السكان. وسيطر هدوء حذر على مختلف محاور النزاع في التبانة وجبل محسن، خرقته أعيرة نارية متقطعة ورصاص القنص الذي طاول المنازل الآمنة والمارة والطريق الدولية التي تربط طرابلس بعكار، وعرف من بين القتلى حسان إبراهيم، والجرحى: حمزة محمد درغام، عبدالرحمن علي وزينب الضاهر. واطلع سليمان من وزير الداخلية مروان شربل على «المعطيات والمعلومات المتوافرة عن الوضع في طرابلس ومحيطها والتدابير المتخذة لوقف التوتر الأمني وعودة الحياة إلى طبيعتها». كما اطلع من مدير المخابرات في الجيش العميد الركن إدمون فاضل «على تفاصيل الواقع الميداني في مناطق التوتر في طرابلس ومحيطها وتدابير الجيش لضبط الوضع والانتشار في مناطق المواجهات». وبحث مع وزير الصحة علي حسن خليل في موضوع جرحى اشتباكات طرابلس. اتصالات للسنيورة واجرى رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة اتصالاً هاتفياً بسليمان، وافاد مكتب السنيورة انه تطرق الى «القضايا السياسية والامنية الشائكة التي تعصف بالبلاد. كما اتصل بالرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام وبعدد من نواب طرابلس وفاعلياتها وجرى التداول في الاوضاع المتفجرة التي يستغلها من يحاول اشعال الفتنة في البلاد». وفي السياق، رأى عضو كتلة «المستقبل» النيابية جمال الجراح «أن الإمرة في طرابلس لشبيحة النظام السوري، يقررون فتح المعركة أو تهدئتها وفق الوضع الإقليمي ووفق الأوامر التي يتلقونها من النظام السوري». وقال: «واضح من حجم المسلحين والسلاح والذخيرة التي زود بها رئيس الحزب العربي الديموقراطي رفعت عيد وجبل محسن، أنه كان هناك مخطط لاستحداث ساحة بديلة من بيروت تكون مساندة لسورية»، مشيراً إلى أن «هناك الكثير من الحلفاء والداعمين والمسهلين لأمور رفعت عيد، ولكنه هو الواجهة السياسية المرتبطة مع النظام السوري والمدعومة من حزب الله». وعقد رئيس «لقاء الاعتدال المدني» مصباح الأحدب مؤتمراً صحافياً في طرابلس، قال فيه إن ما يجري «من قتل وتدمير وتشريد للمواطنيين وحرب مفتوحة على يد ميليشيا رفعت عيد لحرف الأنظار عن التدخل السافر لحزب الله في القصير يدعونا للسؤال عما تفعله الدولة ومؤسساتها العسكرية. وكيف تعالج هذه الأوضاع؟». وزاد: «جميعنا يعلم أن المعالجة تكون باجتماعات كتلك التي تتكرر مع كل جولة عنف وتنتهي ببيانات غامضة إن لم يكن بقرارات سرية تطلب من الجيش الضرب بيد من حديد من دون توجيهات واضحة ومن دون غطاء صريح، ونحن أبناء طرابلس نريد الدولة والجيش ونرفض كل الحملات التي تشن ضده، لكن نريد الجيش الذي لا يغض النظر عن مطلقي ال «ب 10» و «الهاونات»، الجيش الذي لا يقتل المواطنين العزل الهاربين من القنص تحت ذريعة الرد على مصادر النيران، ولا يصيب برصاص 7،12 منازل الآمنين، ولا يقيم حواجز يقف عندها أبناء المدينة ويمر عبرها المقاتلون المحميون من قبل الأجهرة الأمنية، ولا يغض النظر عن مواكب مسلحي حزب الله الذاهبة للقتال في درعا والشام والقصير ويتفرغ لملاحقة من يساند الثوار ويعتبرهم إرهابيين». وأضاف: «لا نريد الجيش الذي ينسق مع ميليشيا رفعت عيد ويقاطع أبناء طرابلس تحت ذريعة أنه أخذ غطاء من سياسيي المدينة للضرب بيد من حديد، نريد من الجيش أن يكون للجميع ومعنياً بالدفاع عن المواطنين العزل وعن سيادة الوطن لا سيما في وادي خالد الذي يتعرض لمحاولات اقتحام من دون أن تحرك الدولة ساكناً».