استضافت الملحقية الثقافية السعودية في باريس المفكر الفرنسي دومينيك فولتون، في ندوة بعنوان «التواصل، الهويات والعولمة» حضرها جمع من الأساتذة والباحثين وجمهور عربي وفرنسي. استهل دومينيك فولتون الندوة بالتطرق إلى أهمية التواصل في الحياة اليومية باعتباره مسألة جوهرية بين الأفراد في عالم توسعت فيه ثورة الاتصال الحديث. وأشار إلى أن التحديات التي تواجه هذا التواصل هي تحديات اجتماعية وإنسانية وسياسية وليس فقط تحديات اقتصادية وتقنية. وشدد المحاضر إلى انبثاق ما يسمى المثلّث الجهنمي للهوية والثقافة والتواصل، إذ نشأ عن العولمة مفهومان لظاهرتين مخيفتين هما: الهيمنة الثقافية والأصوليات الدينية، وهذا ما يطالعنا في عالمنا اليوم. ومن أجل معالجة هذا الوضع الذي أصبح يشكل تهديداً حقيقياً للأمن والاستقرار بين الشعوب، اقترح محاربة آثار التناقضات التي تخلفها العولمة وسرعة وسائل الاتصال على الهويات، من خلال تعزيز قيمة الإنسان ودوره في بناء تواصل حقيقي مبني على أسس الحوار والتسامح والحرية واحترام التنوع اللغوي والثقافي، وبالتالي تفادي التصادم والحروب. ولدى دفاع دمينيك فولتون عن التنوع اللغوي والثقافي اقترح، وفي مقابل توسع الإنكليزية، إنشاء منظمة تعنى باللغة العربية وترقيتها، والعمل على نشرها وتعزيزها في العالم على نحو المنظمة العالمية للفرنكوفونية، يكون من أهدافها إعادة الاعتبار إلى اللغة العربية، لما لها من عمق حضاري وثقافي. تأتي هذه الندوة في إطار برنامج النشاطات الفكرية والعلمية التي تقوم بها الملحقية الثقافية في فرنسا، وذكّر الملحق الثقافي الدكتور إبراهيم البلوي في كلمة الافتتاح، برؤية دومينيك فولتون إلى وسائل التكنولوجيات الحديثة التي لا يمكنها أن تعد عنوانًا للحضارة والرقي الإنساني إذا لم يقترن مجال استعمالها بتوظيف عقلاني للذكاء البشري من أجل سعي متواصل للحفاظ على مركز التوازن في العالم.