يسود الوسط الإيراني انقسام على ترشّح رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني لانتخابات الرئاسة المقررة في 14 حزيران (يونيو) المقبل، فيما تشتد ضغوط من اتجاهات عدة، لمساندة خوضه السباق لاعتبارين: أولهما كونه مرشح وحدة وطنية، والثاني قدرته على مواجهة مشكلات البلاد. مصادر التقت المرجع الشيعي علي السيستاني في مدينة النجف العراقية، أبلغت «الحياة» مساندته ترشّح رفسنجاني، للتعامل مع الاستحقاقات الداخلية والخارجية التي تواجه إيران. وذكرت المصادر التي التقت أيضاً محمد رضا السيستاني، نجل المرجع الشيعي، أن الأخير يعتقد بأن فوز رفسنجاني يمكن أن ينعكس إيجاباً على الأوضاع في المنطقة، سواء في العراق أو سورية أو الخليج، نظراً إلى الخبرة السياسية الواسعة للرئيس السابق التي تمكّنه من معالجة الأوضاع «بما يحقق الخير لشعوب المنطقة». وعلمت «الحياة» أن أوساطاً في الحوزة الدينية في مدينة قم، تتجه إلى دعم رفسنجاني، كونه الشخصية «الأصلح والأكثر قدرة» بين المرشحين، لاستيعاب استحقاقات المرحلة المقبلة. وأشارت المصادر إلى أن بين مسانديه، المرجع ناصر مكارم الشيرازي وعبدالله جوادي آملي ومحمود الهاشمي شاهرودي وأعضاء في جمعية التدريسيين، مثل إبراهيم الأميني ورضا استادي وإمامي كاشاني ومحمد مؤمن. ولفت رجل الدين محسن غرويان إلى أن ترشّح رفسنجاني أثار ارتياحاً لدى مراجع الدين وطلاب العلوم الدينية في قم، ما انعكس على سكان المدينة أيضاً، معتبراً أن «المجتمع الإيراني يرغب في مرشح ينقذه من الأوضاع الاقتصادية الصعبة». وأضاف غرويان، وهو طالب سابق للمرجع محمد تقي مصباح يزدي، أن أوساطاً بارزة في الحوزة الدينية تعتقد بوجوب «تمتّع المنقذ بقدرة سياسية كافية وخبرة لتسوية مشكلات البلاد»، لافتاً إلى أن هذه الأوساط «ترى أن رفسنجاني وحده يتمتع بهذه المواصفات». وتُعتبر مواقف المراجع الدينية من العوامل الرئيسة المؤثرة في اتجاهات الناخبين في ايران، بسبب عقيدة التقليد الديني لدى الشيعة، كما تؤثر هذه المواقف لدى اتباع المرجعيات، من رجال دين وأئمة صلاة الجمعة والجماعة المنتشرين في البلاد، والذين يشكّلون عاملاً مهماً بالنسبة إلى توجهات الناخبين. واستبعد غرويان أن يكون رفسنجاني ترشّح من دون موافقة مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، خصوصاً أن الأخير أعاد تعيينه رئيساً لمجلس تشخيص مصلحة النظام لخمس سنوات. واعتبر غرويان أن خوض رفسنجاني السباق حاز موافقة ضمنية من المرشد. في غضون ذلك، لم يحسم الأصوليون مسألة دعم مرشح واحد يواجه رفسنجاني، خصوصاً في «الائتلاف الثلاثي» الذي يضم علي اكبر ولايتي، مستشار المرشد للشؤون الدولية، ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليبالف والرئيس السابق لمجلس الشورى (البرلمان) غلام علي حداد عادل. وذكرت مصادر أن ولايتي يرفض التنازل لقاليباف، ما يعني استمرار الرجلين في السباق، وهذا يصبّ في مصلحة رفسنجاني. ولم تثمر مساعٍ لمقربين من الرئيس محمود أحمدي نجاد، هدفت إلى الالتفاف مجدداً حوله لمواجهة رفسنجاني، كما حدث عام 2005، إذ أن الأصوليين المستائين من الأخير، هم الآن أكثر استياءً من نجاد. أما المرشحون باسم المستقلين، مثل سعيد جليلي ومحسن رضائي، فحظوظهم لا ترتقي إلى مستوى فرص رفسنجاني وقاليباف وولايتي. إلى ذلك، أعلن الناطق باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي كدخدائي، أن المجلس قد يصادق على ترشيح 40 شخصاً للانتخابات، مشدداً على أنه «لا يعمل استناداً إلى أرقام، بل إلى معيار».