دعا رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي أمس إلى عقد جلسة نيابية طارئة بحضور مسؤولين أمنيين وعسكريين لمناقشة التدهور الأمني في البلاد، في وقت تواصلت أعمال العنف، إذ قتل ثمانية أشخاص في هجمات متفرقة. وقال النجيفي في بيان وزعه مكتبه انه يدعو النواب إلى «عقد جلسة طارئة الثلثاء المقبل بحضور السادة وزير الدفاع والوكيل الأقدم لوزارة الداخلية ومدير جهاز المخابرات وقادة عمليات بغداد ودجلة». وأضاف أن هدف هذه الجلسة «مناقشة ملابسات (...) التدهور الخطير وتقديم التفسيرات المقنعة والمهنية إلى الشعب العراقي». وقتل اكثر من 150 شخصاً في هجمات متفرقة في العراق على مدى الأسبوع الماضي، بينها هجوم استهدف مصلين خارج مسجد سني في بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد) الجمعة قتل فيه 41 شخصاً في يوم دام قضى فيه 70 شخصاً. وقتل منذ بداية أيار (مايو)، نحو 270 شخصاً في أنحاء مختلفة من العراق. واعتبر النجيفي في بيانه أن الأسبوع الأخير «واحد من اشد أسابيع العراق دموية»، مشيراً إلى أن هذا الأمر يشير إلى «عمق الفشل المنكر للحكومة والأجهزة الأمنية وإخفاقاتها المتتالية في حماية المواطنين». ورأى أن العراق يعيش «تداعيات خطيرة «نتيجة هذا التدهور المريب الذي تقف خلفه قوة ظلامية (...) تهدف إلى إشغال الفتنة بين مواطنيه وإضعاف إرادته وعزمه ووحدته وتمزيق نسيجه الاجتماعي». وتواصلت أمس أعمال العنف، إذ قتل ثمانية أشخاص في هجمات متفرقة بينهم أربعة من عائلة واحدة. وقال مصدر في وزارة الداخلية إن «مسلحين يرتدون زي الجيش اقتحموا منزل مدير ناحية الرشيد جنوب بغداد وقتلوا احد أفراد حمايته». وأضاف أن «المسلحين انتقلوا إلى منزل جاره وهو نقيب في قوة مكافحة الإرهاب التابعة لوزارة الداخلية، وأردوه قتيلا مع زوجته وطفلين آخرين». وأكد مصدر طبي رسمي مقتل الضحايا الخمسة. وفي هجوم آخر، اغتال مسلحون مجهولون فجر أمس إمام وخطيب جامع فجة النعمة اسعد ناصر في منطقة عويسيان في أبو الخصيب، جنوب البصرة (450 كلم جنوب بغداد)، على ما أعلن مدير الإعلام في الوقف السني شاكر حسين. في هذا الوقت، قال نقيب في الشرطة إن «قوة عسكرية دهمت منطقة البو ريشة لاعتقال محمد خميس أبو ريشة المتهم بقتل الجنود الخمسة في الرمادي قبل نحو أسبوعين». ومحمد خميس هو ابن شقيق احمد أبو ريشة، رئيس مؤتمر صحوة العراق، الذي يعتبر اليوم احد ابرز قادة الاعتصام المناهض لرئيس الوزراء نوري المالكي في الرمادي (100 كلم غرب بغداد). وأوضح المصدر الأمني أن «مسلحين ينتمون إلى عشيرته اشتبكوا مع قوة الدهم من دون معرفة الخسائر». لكن خميس أبو ريشة المطلوب للعدالة والمتهم بالتورط في قتل خمسة جنود عراقيين قرب الرمادي قبل نحو أسبوعين، قال إن اثنين من المسلحين الذين ينتمون إلى عشيرته قتلا في الاشتباك. وعلى خلفية هذا الاشتباك، انتشر مئات المسلحين في منطقة البو ذياب وطلبوا من عناصر نقاط الشرطة القريبة الانسحاب، على ما أفاد النقيب في الشرطة. وقال إن «المسلحين ينتشرون الآن على مسافة من البوابة الرئيسية لقيادة عمليات الأنبار وهم يحملون الأسلحة». ويفصل جسر على نهر الفرات بين المسلحين والقيادة التي تتخذ من احد قصور الرئيس المخلوع صدام حسين في المحافظة مقراً. في موازاة ذلك، اعلن ضابط في الشرطة خطف عشرة عناصر امن يعملون في حماية الطريق السريع في الرمادي. وقال المقدم نايف الشليباوي إن «مسلحين نصبوا مكمناً لقوة تابعة لحماية الطرق وخطفوا عشرة من عناصرها واقتادوهم إلى جهة مجهولة».