رسم وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان معالم الدور العسكري المستقبلي الذي تقوم به بلاده على الساحة الدولية، وتحدّث عن الوجود العسكري الحالي لقواتها في مالي. وفي خطاب ألقاه في واشنطن، تناول لودريان مسائل الدفاع والأمن، مستعرضاً الرؤية الإستراتيجية المتغيرة للجيش الفرنسي للسنوات المقبلة، مركّزاً في جزء كبير من خطابه على ورقة «الدفاع البيضاء» التي تتحدث عن خفض كبير للوجود العسكري الفرنسي. وقال لودريان أمام حشد كبير في «معهد كارنيجي للسلام الدولي»: «مهمتنا ستتغير من خلال فك اشتباك تدريجي قائم على المصلحة». وتأتي المراجعة التي تحدد الأولويات الدفاعية من 2014 إلى 2019 في توقيت حساس بالنسبة لفرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن والقوة المسلحة نووياً. وتسعى الوثيقة إلى إعادة هيكلة القوات المسلحة لاستبدالها بجيش أكثر قدرة على الحركة ودعم موارد الاستخبارات والقوات الخاصة. كما أنها تضع الأمن على شبكة الإنترنت أولوية أمنية. ودافع لودريان عن دور بلاده العسكري المستمر في مالي حيث تقاتل المتمردين الإسلاميين، مؤكداً «المحافظة على قدرتنا على القتال هناك، وكذلك في بلدان مجاورة لنكون قادرين على التدخل مع أي حركة أو نشاط إرهابي وللقضاء على أي ملاذ إرهابي يظهر في مالي». ولفت لودريان إلى أن الموقف عموماً لا يزال بعيداً من الاستقرار. وقال: «دفعت فرنسا دماءها في مالي وليبيا وأفغانستان من أجل الأمن الجماعي. وعلى رغم الأخطار التي تواجهنا والتهديدات التي تحيط بنا، فإن الشرط الأساس للنجاح هو العزم على مواجهتهم بالقوة الضرورية».