الرسام البلجيكي السوريالي رينيه ماغْريت (1898 - 1967) رسم غليوناً وكتب على اللوحة "هذا ليس بغليون". لطالما أثارت أعمال هذا الرسام جدلاً واسعاً. وهو رسم الغليون ليقول إنه ليس غليوناً، ولكنه ليس فيلاً أو تفاحة، بل صورة لغليون فقط. وهذا ما يجعلنا نفكّر بما يتعلّمه أولاد عبر الصور: "هذه بطة"، "هذا كلب"، "هذه دراجة". والمعضلة، بمعيار ماغريت، عندما يقرأ الولد، متطلّعاً فخوراً بأمه، قائلاً: "هذا كتاب". ولكن، أي كتاب يقصد؟ الرسم الذي في الصفحة أم الكتاب الذي بين يديه؟ في الحالتين، ستغمره أمه وتقول له "عافاك، يا شاطر"، ولن تسأل لا عن ماغريت ولا عن غيره. بالطبع، يضحك الرسام السوريالي لهذا الموقف السوريالي. في الصورة، عارضة أزياء تستعدّ للعرض في الكواليس، وتضع الماكياج. تبدو منهمكة. مأخوذة تماماً. ويبدو أن المصوّرة ناتاشا أرادت أن تتحدى ماغْريت، على طريقتها، فالتقطت بنقرة واحدة، صورة لشخصين، كلاهما ليس العارضة التي تهمّ بالدخول إلى البوديوم. * الصورة التقطتها ناتاشا بيسارينكو من وكالة أ ب، في كواليس عرض أزياء بالعاصمة الأرجنتينية بوينوس أيريس. ___________ لإرسال صورة وتعليق: [email protected]