فعلها ديفيد وأعلن قرار اعتزاله ملاعب الكرة. أعتبره الخبر الذي يغطّي على كثير من أخبار الرياضة في العالم مثل احتفال برشلونة بلقبها، ومنع ألتراس الزمالك وزير الرياضة المصري من عقد ندوة صحافيّة، وانفصال بالوتيلي عن خطيبته بعد أن جعلها محلّ رهان في مباراة الريال ودورتموند، وكذا أحداث شغب الضواحي الباريسية بعد فوز سان جيرمان باللقب، إلى جانب أخبار تنقّلات النجوم بعد أن أغلقت الدوريات أبوابها.. ديفيد بيكهام أغلق 20 عاماً لاعباً محترفاً، تنقّل في رحلة طويلة من مانشستر إلى الريال ومنه إلى غالاكسي فالإنتر ثم باريس.. وتخللتها إنجازات خارقة وأخرى حارقة، وبينهما كان الطفل الإنكليزي الوسيم يبني مجداً من الشهرة الموازية خارج ملاعب كرة القدم، من الترويج للملابس الداخليّة إلى العطور وشفرات الحلاقة، والظهور في الومضات الإشهارية والإعلانات بمختلف لغات العالم.. فضلاً عن كونه يتنقل بين البلدان سفيراً لليونيسيف، دفاعاً عن حقوق الطفل في حياة كريمة، بعيدة عن العنف والاستغلال.. ومثلما قالت عنه مجلة «لوبوان» الفرنسيّة «بيكهام، علامة تجاريّة أكثر منه لاعب كرة»، لهذا لا غرابة أن تصل مداخيله ما يفوق 230 مليون يورو.. لا يختلف اثنان في موهبة بيكهام، باعتباره أحد أشهر اللاعبين الإنكليز في ال20 سنة الأخيرة، إذ يعدّ أفضل لاعب كرات ثابتة، على رغم أنّه أخفق في تحويل رمية جزاء ضد البرتغال في ربع نهائي كأس أوروبّا في العام 2000 بسبب رداءة أرض الملعب كما قيل برّرت ذلك الصحف الإنكليزيّة.. وعلى رغم أن خبراء الكرة يذكرون أنّ بيكهام ليس باللاعب المميّز جدّاً، شأنه في ذلك شأن زيدان أو رونالدينيو أو حتّى توتي، فإنّ هدوءه على الملعب، ولعبه بنسق عاديّ جدّاً هو الذي مكّنه من أن يكون لاعباً ثابتاً في مستواه، حتى وهو في ال38.. ولعلّ الميزة الأخرى لبيكهام أنّه اقترن بواحدة من أشهر سيّدات الفنّ والمجتمع المخملي في العالم، هي فيكتوريا التي اشتهرت كعضو في فرقة سبايس غيرلز، واتجهت لعالم الموضة، فاستثمرت في شهرتها وشهرة زوجها، ليشكّل الثنائي عائلة تبيض ذهباً أينما حلّت وارتحلت.. وما اختيار باريس إلا كونها عاصمة الموضة والأزياء، إذ قبل أن يتقمّص ديفيد ألوان النادي الباريسي، صرّحت فيكتوريا أنها ستفتتح محال في أشهر شوارع باريس، وهو ما كان.. وإذا قرأنا تصريح ناصر الخليفي بأنّه كان يرغب في بقاء بيكهام لموسم آخر مع النادي الفرنكوقطري، وأنّه يفكّر في الإبقاء عليه ضمن الطاقم المدير لبطل فرنسا بعد 19 عاماً من الغياب عن منصات التتويج. وأمّا الشيء الآخر، فإنّ المفارقة العجيبة هي تزامن تعليق بيكهام لحذائه مع اعتزال فيرغسون الذي كان وراء التحاق ديفيد بفريق أحلامه مانشستر يونايتد، وهذا من شأنه أن يجعل منهما أشهر ثنائي معتزل، قادر على أن يجلس في زاوية مقهى، يلعب الطاولة ويدخّن الشيشة ويروي الذكريات. [email protected]