في ثاني هجوم خلال اقل من شهر استهدف مسجد سارية السني في ديالى أمس، وسقط عشرات الضحايا العراقيين في تفجير مزدوج أثناء خروج المصلين. واعتبرت الحكومة المحلية الحادث «جريمة بشعة» بحق الأبرياء. إلى ذلك، تعرض موكب تشييع جنازة في جنوب لهجوم بعبوات ناسفة أسفر عن سقوط اكثر من 50 شخصاً بين قتيل وجريح. وفجر مسلحون عبوة قرب مجلس عزاء شقيق النائب احمد المساري ما أدى إلى مصرع وإصابة عدد من المعزين وتضاربت الأنباء عن الحصيلة النهائية. وأكد قائمقام قضاء بعقوبة عبد الله الحيالي في تصريحات صحافية امس، أن»حصيلة التفجير الذي وقع اليوم (امس) قرب مسجد سارية شرق بعقوبة أثناء خروج المصلين منه، ارتفعت إلى 30 قتيلاً و40 جريحاً». وأشار إلى أن» التفجير تم بعبوتين ناسفتين». وأفاد مصدر أمني في بعقوبة في تصريح إلى «الحياة»، أن «التفجير الأول كان قريباً من باب المسجد فيما كان الآخر فخاً للأهالي الذين هبوا لإنقاذ الضحايا عبر جسر قريب». واعتبر «ما حدث جريمة بشعة بحق الأبرياء، ودعا الجميع إلى التكاتف لمعرفة الجناة وتقديمهم إلى العدالة». وتضاربت الأنباء عن الحصيلة النهائية للهجوم، وذكر المصدر أنه «أسفر عن مصرع 37 شخصاً وإصابة أكثر من 40 آخرين». وفي المدائن، تباينت المعلومات عن ضحايا تفجير مزدوج آخر استهدف موكب، تشييع جنازة من عشيرة شيعية. وفيما أفاد مصدر طبي أن 8 قضوا في الحادث وجرح 28، قال مصدر أمني أن الحادث أسفر عن مقتل 40 وجرح 40 آخرين. وأفاد مصدر أمني أمس، أن «مجهولين فجروا قنبلة ثبتت أسفل سيارة أحد المعزين بوفاة شقيق النائب احمد المساري الذي قتل قبل يوم داخل متجر لبيع السيارات في حي البياع». وأكد المصدر أن «مدنياً قتل وأصيب ثلاثة آخرون على الأقل في الانفجار الذي تسبب بإعطاب السيارة». وكان صبي مسلح اقتحم الخميس معرض المساري للسيارات في مجمع معارض البياع جنوب غربي بغداد، وفتح النار على شقيق النائب عن العراقية احمد المساري وأرداه قتيلاً على الفور». واستنكر «ائتلاف متحدون» بزعامة رئيس البرلمان أسامة النجيفي اغتيال المساري، مشيراً إلى أن «مخطط خصوم العراق بات واضحاً في استهداف الرموز الوطنية وذويهم، كون مشاريعهم التي تعزز الوحدة والمودة بين العراقيين لا تروق لأصحاب المخططات المشبوهة»، وطالب الحكومة «بكشف الجناة وتقديمهم إلى العدالة». وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قال الخميس إن «الحقد الطائفي» هو السبب الرئيسي لأعمال القتل اليومية المتواصلة منذ غزو البلاد عام 2003 والتي قتل فيها عشرات الآلاف. ولم يصدر أي تعليق من مسؤول عراقي أمس، كما لم تتبن أي جهة هذه الهجمات الدامية. وقال المحلل السياسي إحسان الشمري: «هناك انقسام، والانقسام دائما يؤدي إلى التصعيد». وأضاف أن «الاستهداف المتبادل متوقع في ظل المناخات التي تمهد له، خصوصاً الخطاب الطائفي المتصاعد، وهي أمور تسمح لأطراف بأن تستثمرها من أجل إحداث فوضى داخلية بعدما رأت أن المجتمع بات منقسماً». وتابع أن «الاستهداف المتبادل إذا استمر وارتفعت وتيرته، قد يضع العراق أمام عنف داخلي جديد، حتى وإن كان محدوداً في المناطق المشتركة. الأهم أن الرعب بدأ يتسلل إلى النفوس». وحصيلة ضحايا أمس هي الأعلى منذ مقتل 69 شخصاً في أنحاء متفرقة من البلاد في 24 نيسان (أبريل). وقتل نحو 240 شخصاً في أعمال عنف متفرقة في العراق منذ بداية الشهر الجاري.