قتل 32 شخصاً معظمهم من الأطفال وبينهم مدنيون وجندي أمريكي وأصيب 31 آخرون في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت دورية عسكرية اميركية كان جنودها منشغلين بتوزيع الحلوى على اطفال احد الاحياء الفقيرة المكتظة بالسكان جنوب شرق بغداد ، حسبما افادت مصادر طبية ومصادر في الشرطة العراقية. وقال مصدر في الطب العدلي في مستشفى الكندي فضل عدم الكشف عن اسمه ان «اخر حصيلة تفيد بمقتل 25 طفلا واصابة 25 اخرين بجروح في انفجار السيارة المفخخة في منطقة بغداد الجديدة». واضاف ان «القتلى والجرحى اطفال تتراوح اعمارهم مابين 6 اعوام إلى 13 عاما» مشيرا إلى ان «شابا واحد مابين القتلى يبلغ من العمر 18 عاما». واوضح ان «القتلى والجرحى منهم من فقد رأسه واطرافه ومنهم من تفحم ومنهم من اصيب بجروح بليغة».. وكان مصدر في وزارة الداخلية اكد في وقت سابق ان «انتحاريا فجر نفسه على دورية عسكرية اميركية». واوضح ان «الحادث وقع عند الساعة 10,30 (06,30 تغ) في منطقة بغداد الجديدة بالقرب من المدخل المؤدي إلى خط محمد القاسم السريع». ومن جانبه،اكد الجيش الاميركي ان «جنديا قتل واصيب اثنان اخران في الانفجار». وبحسب احد شهود العيان في مكان الانفجار فان قوة اميركية حضرت إلى المكان ودعت المتجمعين هناك إلى الانصراف لوجود معلومات عن سيارة مفخخة. وقال إن «الجنود الاميركيين قطعوا الشارع وطلبوا من الناس عدم التجمع والتوجه إلى بيوتهم». واضاف «لكن احدا لم يلتفت للتحذيرات وتجمع عدد كبير من الصبية بالقرب من الجنود الاميركيين الذين بادروا بدورهم إلى اعطائهم حلويات». وتابع الشاهد «في هذه الاثناء جاءت سيارة مسرعة من احد الفروع وفجر الشخص الذي بداخلها نفسه وسط الجموع». وفي مستشفى الكندي شرقي بغداد حضر العشرات من ذوي الضحايا إلى المستشفى وهم بحالة هستيرية بحثا عن اطفالهم الذين قتلوا او اصيبوا بالانفجار. وراحت بعض النسوة يلطمن بينما اصيبت اخريات بالاغماء وهن يشاهدن اطفالهن مقطعي الأوصال في ثلاجات المستشفى، حسبما افاد مراسل وكالة «فرانس برس». وصب معظم اهالي الضحايا جام غضبهم على الجماعات المسلحة التي تقف وراء مثل هذه العمليات. وتساءل حسن محمد الذي قتل ولده علاء (13 عاما) «لماذا يقتلون ابناءنا الابرياء ما الذنب الذي اقترفوه لتقطع اوصالهم بهذه الطريقة الوحشية البشعة؟». واضاف ان «الاميركيين لم يفقدوا سوى سيارة هامفي لكننا فقدنا العشرات من اطفالنا وفلذات اكبادنا». ومن جانبه، انتقد حسين راضي الذي فقد ولده محمد (11 عاما) الجماعات المسلحة وقال «اذا كان هناك مقاومة شريفة في العراق فلتعلن عن نفسها وسنكون كلنا معها». واضاف «لكن الحقيقة هو انه ليس هناك مقاومة شريفة بل مجموعة من القتلة المجرمين الذين يستهدفون ابناء بلدهم من العراقيين الابرياء». وتابع ان «كل الذين يقتلون هم من العراقيين .. من الشرطة والجيش واليوم من الأطفال الأبرياء». من جهته قال ابو راضي الذي فقد ابنه محمد (12 عاما) «عند سماعي للانفجار هرعت إلى مكان الحادث بحثا عن ابني لكنني لم اجده .. وجدت فقط دراجته الهوائية وعليها اثار دماء». واضاف «جئت إلى المستشفى وبحثت عنه في كل مكان لاعثر عليه اخيرا في ثلاجة الموتى ولم يبق منه سوى رأسه بينما تفحم الجسم بالكامل». وقال راضي حمود الذي اصيب ابنه حسام (13 عاما) بجروح «لقد فقد ابني ساقيه ولم يعد قادرا على الحركة وقال لي الأطباء ان حالته خطرة جدا لأنه نزف الكثير من الدم». واضاف «ربما يعيش ابني وأكون اكثر حظا من الآخرين الذين فقدوا ابناءهم وإلى الابد». ودان البيت الابيض بشدة العملية الانتحارية التي اسفرت عن مقتل 32 طفلا وفتى على الاقل في بغداد داعيا الى مكافحة من ينشرون «ايديولوجية الحقد». وقال المتحدث باسم الرئاسة سكوت ماكليلن في تصريح صحافي «اننا ندين (الاعتداء الانتحاري) باشد العبارات الممكنة». واضاف «من ينفذون مثل هذه الهجمات ليسوا مؤمنين. الاسلام دين يعلم السلام. من يعملون على تحريفه لنشر ايديولوجية الحقد لا يمثلون هذا الدين العظيم الذي هو الاسلام. سيهزمون». إلى ذلك قتل أربعة عراقيين بينهم عقيد في الشرطة واصيب تسعة آخرون بينهم ثلاثة من عناصر الشرطة في حوادث متفرقة وقعت في بغداد أمس الاربعاء، حسبما افاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان «العقيد شعلان عبد الجليل قائد قوات التدخل السريع في محافظة ديالي (شمال شرق بغداد) تعرض إلى اطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين كانوا يستقلون سيارة من طراز «كيا سيفيا» كورية الصنع ما ادى إلى اصابته بجروح بالغة». واوضح ان «الحادث وقع عند مفرق ديالي شمال شرق بغداد» مشيرا إلى ان «العقيد قضى لدى ادخاله مستشفى ابن النفيس متأثرا بجروحه البالغة». وتابع ان «شرطيا من قوة التدخل السريع يدعى محمد حسون ذياب قتل برصاص مسلحين مجهولين». ومن جانب اخر،اكد المصدر «مقتل ضابط في الجيش وجندي واصابة اخر كانوا في سيارة يستقلونها في منطقة البياع (غرب) عندما هاجمهم مسلحون مجهولون». واضاف ان «عراقيين اثنين اخرين اصيبا بجروح في انفجار عبوة ناسفة على دورية اميركية في منطقة الصليخ بالقرب من مسجد النداء». وفي بعقوبة قتل عراقيان اثنان واصيب 16 اخرون الثلاثاء عندما قام انتحاري يحمل حزاما ناسفا بتفجير نفسه امام مدخل مسجد جلولاء الكبير شمال شرق بغداد، حسبما افاد مصدر في الشرطة العراقية في بعقوبة أمس الاربعاء. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان «انتحاريا يضع حزاما ناسفا فجر نفسه امام مدخل مسجد جلولاء الكبير السني (150 كلم شمال شرق بغداد) مما ادى إلى مقتل شخصين وجرح 16 اخرين بينهم ستة في حالة خطيرة وجميعهم من المصلين». واوضح المصدر ان «الحادث وقع عند الساعة 22,00 (18,00 تغ) من يوم امس الأول الثلاثاء» مشيرا إلى انه «بحسب الوثائق التي عثر عليها بحوزة الانتحاري فانه سني ويدعى عباس احمد الصميدعي (21 عاما) وهو من سكان مدينة جلولاء». واضاف المصدر انه «تم بعد الحادث اعتقال اثنين من اشقاء الانتحاري للتحقيق في الحادث». كما اغتال مسلحون مجهولون صباح أمس اربعة من اعضاء منظمة حقوق الانسان العراقية في الضاحية الغربية من العاصمة العراقية بغداد. واكد مصدر في الشرطة العراقية في تصريح صحفي ان مسلحين ملثمين اقتحموا أمس مقر احدى الشركات في حي الجامعة في الضاحية الغربية من بغداد وفتحوا نيران اسلحتهم صوب خمسة من المتواجدين داخل البناية. واضاف المصدر الذي لم يكشف عن هويته ان الهجوم اسفر عن مصرع اربعة من موظفي منظمة حقوق الانسان العراقية وبينهم مدير المنظمة علي الشماع. وطبقا لما اورده المصدر فان الهجوم الذي وقع صباح اليوم - اسفر كذلك عن اصابة شخص خامس كان داخل البناية المستهدفة. كما أعلن مصدر في ديوان الوقف السني احد اكبر المراجع السنية في العراق أمس الاربعاء العثور على 11 جثة بينها جثة لاحد ائمة المساجد السنية في بغداد. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه انه «تم العثور امس الثلاثاء على 11 جثة بينها جثة الشيخ ضياء حمود الجنابي امام وخطيب مسجد مالك الملك الواقع في حي الربيع (شمال بغداد)». واوضح ان «الجثث ال 11 عثر عليها في اطراف مدينة الصدر (شرق) من قبل مفارز في مركز شرطة الحبيبية الذين قاموا بدورهم بتسليمها إلى دائرة الطب العدلي». واضاف المصدر ان «هؤلاء الاشخاص وبحسب ذويهم كانوا قد اعتقلوا من منازلهم الواقعة في حي الربيع على يد قوات مغاوير تابعة لوزارة الداخلية عند الساعة 03,00 (23,00 تغ) من فجر الاحد الماضي».