حذر مجلس محافظة كركوك (280 كلم شمال بغداد) من مخططات تهدف إلى تمزيق النسيج الاجتماعي. جاء ذلك بعد تفجيرات ذات طابع طائفي وقعت خلال هذا الأسبوع أدت إلى سقوط عشرات الضحايا. وطالب مجلس المحافظة الذي يشكل الأكراد غالبيته في بيان امس، «الأجهزة الأمنية بتحمل مسؤولياتها في الحفاظ على أرواح المواطنين وممتلكاتهم». وأعرب عن أسفه «لتكرار الهجمات والخروقات الأمنية التي تهدف إلى جر المحافظة الى هاوية الفتنة الطائفية والقومية»، ودعا المواطنين إلى «الحيطة والحذر من تلك المخططات الرامية إلى تمزيق النسيج الاجتماعي بين المكونات المتآخية والوقوف بحزم في وجه هذه المحاولات الدنيئة التي فشلت أمام وحدة الشعب وتلاحمه طوال السنوات الماضية». وحمّل النائب التركماني أرشد الصالحي، وهو عضو في «القائمة العراقية»، الحكومةَ المركزية «الجزءَ الأكبر من مسؤولية الخروقات الأمنية في كركوك لأنها توقع اتفاقات سرية من دون الرجوع إلى النواب والكتل السياسية في المحافظة». وتابع أن «حكومة الإقليم تتحمل أيضاً مسؤولية التفجيرات الإرهابية لأنها أتت بقوات البيشمركة إلى المحافظة بحجة حفظ الأمن لكننا نشاهد تزايد الخروقات». وأوضح مصدر أمني مسؤول في تصريح إلى «الحياة « أن «حصيلة التفجير الذي نفذه انتحاري في حسينية الزهراء الليلة قبل الماضية بلغت خمسة شهداء، فيما أصيب خمسة وأربعون»، مشيراً إلى أن «انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً تمكن من التسلل إلى مجلس العزاء وفجر نفسه وسط الحضور». وحذر شيوخ عشائر ورجال دين بعد صلاة الجمعة من «الانجرار وراء مخططات إقليمية لإثارة حرب أهلية بين الأقليات». وأكد الشيخ عبد المجيد بشار، أمام جامع النورين، أن «الهجمات التي شهدتها كركوك إنما تهدف إلى زرع الفتنة بين المكونات المتعايشة في المحافظة بعد أن استهدفت مناطق تقطنها غالبية شيعية». وعلى رغم أن أياً من التنظيمات لم تعلن مسؤوليتها عن الهجمات، إلا أن مسؤولين في الأحزاب العربية اتهموا تنظيم «القاعدة» بالتفجير. وقال الشيخ برهان العاصي، وهو قيادي في التيار العربي في تصريح إلى «الحياة»، إن «الهجمات التي تشنها عناصر تابعة للقاعدة في حاجة إلى جهود أمنية غير مسبوقة»، ودعا «الجهات المعنية إلى إعادة النظر بخططها». وطالب ب «إنهاء تفرد مكون معين (في إشارة إلى الأكراد) في إدارة هذا الملف الذي يشهد تراجعاً خطيراً على حساب المواطنين». وأكد الشيخ عبد الباسط محمد العبيدي، أحد زعماء قبيلة العبيد في كركوك في تصريح إلى «الحياة»، أن «التنظيمات المتطرفة تسعى لإثارة توترات مذهبية وعرقية بعد فشلها في إرباك المشهد السياسي».