استقطبت الكرة السعودية عدداً من الأجهزة الفنية الأجنبية ذات المستوى العالي من الناحية التدريبية والعلمية والخبرات الاحترافية الكبيرة في كرة القدم على مر المواسم السابقة، وفي هذا الموسم حرصت إدرات الأندية على استقطاب الأجهزة الفنية المميزة كلٌ على حسب إمكاناته المادية والمعرفية لخدمة للكرة السعودية. وفي هذا الموسم شاهد الجميع عدداً من المظاهر التدريبية الجديدة على وسطنا الرياضي، ومن هذه المظاهر الملفتة للانتباه هي اختيار نادي القادسية لدولة قطر لعمل معسكر تدريبي استعداداً للموسم الرياضي، علماً بأن دولة قطر تعيش الطقس نفسه الذي تعيشه مدينة الخبر من حيث درجات الحرارة العالية والرطوبة المرتفعة، وهو الأمر الذي أجبر الأندية القطرية على عمل معسكرات خارجية في أماكن باردة حتى يستطيع اللاعبين تحمل التدريبات والاستفادة منها، ونحن نعرف مدى خطورة التدريب في الأجواء الحارة والرطبة على النواحي الصحية للاعب. والمظهر الثاني هو نوعية الإحماء الذي أجراه مدرب اللياقة بنادي القادسية أمام نادي الهلال في الجولة الأولى من دوري المحترفين من حيث طول فترة الإحماء في طقس حار ورطب مستخدما الأثقال، والذي أعرفه من خلال تخصصي في التدريب اللياقي بأن الإحماء ينقسم إلى قسمين، الأول عام لجميع عضلات الجسم، والثاني خاص لمجموعات عضلية سوف تستخدم لممارسة النشاط القادم. وفي الجزء الخاص من إحماء المباراة تستخدم بعض الحركات المهارية باستخدام الكرة، ويختتم الإحماء ببعض السرعات من دون إغفال لتمرينات المرونة العضلية. ويكون وقت الإحماء في الشتاء أطول منه في الصيف، ففي الجو البارد نحتاج من 20 إلى25 دقيقة وفي الجو الحار من 10 الى15 دقيقة. والمظهر الثالث هي التدريبات التي يجريها المدرب العالمي بنادي الهلال جيرتس صباحاً في أجواء شديدة الحرارة وتحت أشعة الشمس المحرقة، وعلى أي شخص مهتم بالمعلومات الرياضية العلمية أن يبحث في أي محرك بحث عبر الإنترنت ويدخل مواقع عربية أو أجنبية ويشاهد آلاف من البحوث التي تتحدث عن مخاطر التدريب في الجو الحار من حيث الجفاف نتيجة لفقد السوائل وأمراض الحرارة وتأثيرها على الأجهزة الحيوية خلاف أشعة الشمس والتي ينصح الأطباء بالابتعاد عنها في تلك الأجواء لتأثيرها في سرطانات الجلد وضربات الشمس. ففي الدول الأوروبية عند ارتفاع درجات الحرارة لمعدلات عليا تصاب تلك الدول بشبه شلل في الحياة، إذ تتوقف الأعمال المهنية وتوضح في وسائل الإعلام مخاطر التعرض لأشعة الشمس وكيفية الوقاية منها واستخدام الوسائل التي تحد من خطورتها. أنا هنا لا أقلل من إمكانات الأجهزة الفنية واللياقية في الهلال أو القادسية، أو في علمهم ومعرفتهم، ولكنني كشخص يحب أن يتعلم ويستفيد من هذه الخبرات فأنا أتمنى أن يكون هناك توضيح من تلك الأجهزة عن هذه المظاهر، مدعومة ببحوث ودراسات علمية حتى نستفيد منها في المستقبل. وهنا أتمنى من الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يقوم بعمل ندوات ومحاضرات علمية يحاضر فيها مثل هذه الخبرات الأجنبية من مدربي الفرق، ليتحدثوا من خلالها عن خبراتهم في مجال التنظيم والتخطيط والعمل الفني واللياقي، ويكون المجال مفتوحاً للإخوة الإعلاميين والمدربين الوطنيين للحضور والاستفادة وطرح أسئلة بعيدة عن التدخل بالعمل الفني للمدرب ومن يشركه أو يبعده من اللاعبين. نقاط متفرقة - لم أشاهد الهلال بهذا الأداء الجماعي المميز من عدة مواسم، والتي كان الهلال يعتمد خلالها على الإمكانات الفردية بغض النظر عن كون الهلال خاض لقاءات مع فرق أقل منه مستوى، إذ إن الأداء الجماعي سيستمر طوال الموسم وتذكروا ذلك جيداً. -انتهت جولتان والمتميزان هما الهلال والاتحاد من ناحيتي المستوى والتهديف. - جماهير الأندية الكبيرة رفعت شعار لا عذر للغياب عن البطولات. [email protected]