السعودة هي الوهم الذي صدقناه ولم يصدقه أحد غيرنا، وهي حفلة أو حملة تقام بين فترة وأخرى للضحك علينا من العمالة الأجنبية من جهود المسعودين. في المنطقة التي أعيش فيها أجد شباناً سعوديين يبيعون الخضراوات والفواكه في الصباح، وفي المساء تجد عمالة أجنبية تدير السوق، والحقيقة أن سعودي الصباح يعمل براتب ألف ريال عند مقيم المساء، والبقالة والتصريح باسم سعودي الصباح، والبضاعة ملك مقيم المساء، وحضور سعودي الصباح غير المرغوب فيه طبعاً لدرء دوريات وزارة الشؤون البلدية والقروية. ومن هبات السعودة التي فيها امتهان واضح للسعودي وامتحان لقوته وأخلاقه وظائف حراس الأمن (السكيورتي) وهي وظيفة بائسة لا تعرف أحداً امتهنها حتى تقاعد منها، راتبها لا يكفي مشتريات بقالة شهرية لعائلة صغيرة، والجميل في وظيفة «السكيورتي» هو صرف عصا غليظة لصاحبها معلقة على خاصرته لا تستعمل لفض نزاع وإنما لخداع النفس بأنها سلاح أمني ولو استخدمها «سكيورتي» متهور لكانت دليل إدانة ليفصل من وظيفة الشقاء!! والعجيب في أمر كل «سكيورتي» أنه يمتهن هذه المهنة لسد فراغه؛ علّ الله يرزقه بغيرها ويتركها فوراً. واستمراراً لحفلة السعودة سعودة أسواق الذهب، وتجارة الذهب ذهب على مسماها تحتكرها عائلات تجارية قبل السعودة والدخول إلى هذا الفلك يحتاج تأهيلاً وكاريزما وموهبة وهذا لا يتوافر في شاب يملك «سادس ابتدائي» ولديه معضلة وجودية اسمها الإملاء!! بالطبع لا توجد حكومة في الأرض توظف كل شعبها في إداراتها، ليست هذه مهمة الحكومة إنما هي هدف كل طالب وظيفة لعنصر الأمان فيها كالتقاعد والبقاء «محلك سر» فيها بلا تطوير أو محاسبة حتى يغادرها كما دخلها مستخدماً هدفه في الأخير أن يفوز ابنه بوظيفته ويستمر «الموال»! يجب تشكيل لجنة حكومية فاعلة من الداخلية والبلديات والعمل وغرف التجارة والقطاع الخاص في عمل وطني متقدم ومتجاوز لحل مشكلة البطالة بتهيئة حقيقية للمواطن العاطل والاستفادة من تجارب حية وملموسة مثل باب رزق جميل. العامل الأجنبي يبيع «حلاله» في بلده ويستدين ليأتي هنا ويفوز بعقد رث قوامه 300 ريال شهرياً كراتب لا يأخذه بل يدفعه شهرياً لكفيل رث باع عليه الفيزا ب«حلال» عمره والتقفته هنا «مافيا» من بلده ذات هيكل تنظيمي ممنهج ونظامي معلن ومستتر تضمن له وظيفة ودخلاً في بقالة أو سوق خضار مسائي أو «ليموزين» وعليه المزاحمة من الصباح حتى يرمي نفسه كجثة هامدة كل ليلة، فتجده نهاية كل شهر يحول الألوف من الريالات في طابور مزدحم من جنسيته في المصرف ينظمه «سكيورتي» يحمل عصا غليظة! [email protected] @abdullah1418