كشف رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي محمد حنزاب، عن وجود تلاعب في نتائج مباريات في الدوريات العربية، وتحديداً في دول مجلس التعاون الخليجي، وقال في حديث لوكالة «فرانس برس»: «تشهد الدوريات الخليجية مراهنات، وفيها تلاعب بنتائج مرتبطة بتحسين المراكز في المراحل الأخيرة من البطولة، وهذا أمر خطر يبعد الجمهور عن الملاعب، ولا بد من إيجاد الحلول المناسبة لهذه الآفة». وتابع: «الحكومات العربية تستهتر بالرياضة، لكن الأجهزة الأمنية لديها مسؤولية كبيرة، والمؤسف أنه لا يوجد أي مؤشر على أي تحرك على صعيد الحكومات العربية، خلافاً لأوروبا التي بدأت تجد الحلول، وهناك نقاش في الموضوع. لقد عانت إنكلترا من ظاهرة الشغب في الثمانينات، لكنها وجدت الحل وأصبح الدوري الإنكليزي الأهم في العالم حالياً». وحذّر حنزاب من أن تصبح الرياضة مرتعاً لأعمال الشغب والتلاعب، وحتى الأعمال الإرهابية إذا لم تتضافر الجهود لمكافحتها، مشيراً إلى أن الخطر الذي يواجهها غير مسبوق في التاريخ، وقال: «بات الغش في الرياضة في سلم أولوية الأجندة العالمية، لكنه ليس العدو الوحيد للرياضة، فالخطر المتعلق بالأمن والسلامة لا يزال كبيراً، وتحديداً الخوف من حصول أعمال إرهابية، الذي ينمو يوماً بعد يوم، ما يجعل الأحداث الرياضية استعراضاً لإجراءات أمنية مشددة». وكشف رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي عن حجم الأموال التي تنفق على المراهنات، بقوله: «هناك 140 بليون دولار يتم غسلها عبر الرياضة، و500 مليون بليون يورو مراهنات، بينها 80 غير شرعية، وهناك ناد في أوروبا ملكيته تعود إلى المافيا، وبالتالي أين حماية الرياضة؟ هذه المواضيع كانت كلها تحت الطاولة قبل إنشاء المركز الدولي للأمن الرياضي، لكننا نجحنا في تحريك المياه الراكدة في فيفا واللجنة الأولمبية». وأضاف: «هذه ليست الرياضة التي نريد، وبالتالي نحن على مفترق طرق، وإذا استمررنا على هذا المنوال، فإن الرياضة ستصبح مرتعاً لأعمال الشغب والتلاعب والعنف». واستطرد: «عندما يتابع أنصار هذه اللعبة أو تلك في مختلف الرياضات، فإنهم يريدون منافسة شريفة، وعندما يتدرب أي رياضي، فهو يتوقع أيضاً منافسة شريفة بحسب القوانين، لكن ذلك لا يحدث دائماً». وفي إطار سعي المركز الدولي للأمن الرياضي لمكافحة هذه الآفة، التي تطاول جميع القارات، وإنقاذ الرياضة منها، فإن المركز، وبالتعاون مع «يونيسكو» سينظم مؤتمراً في القسم الأول من عام 2015، يضم حوالى مئة شخصية حكومية واختصاصيين فنيين وقادة في الرياضة، في العاصمة القطرية الدوحة، لبحث جميع المشكلات التي تواجه الرياضة. وواصل حنزاب حديثه قائلاً: «أصبحت الرياضة صناعة تدر أموالاً طائلة تقدر بالبلايين، وبالتالي لا يمكن التساهل عندما يتعلق الأمر بالنزاهة والتلاعب بنتائج المباريات، وما إلى ذلك من مسائل خارجة على القانون، هناك واجب على الحكومات لأجل مكافحة الفساد في الرياضة بمختلف أنواعها». وكشف عن أن «بعض الخبراء يقولون لي إن الحكومات لا تهتم كثيراً بالرياضة، ولا تريد أن تصرف الكثير من الأموال في هذا المجال، لكن المسألة باتت خطرة وتهدد مستقبل الرياضة في شكل عام». وشدد حنزاب على أن منظمته تريد «القيام بمبادرة بحثية مشتركة، تهدف في نهاية المطاف إلى وضع معايير ولوائح يتفق عليها المجتمع الدولي، تتعلق بالتلاعب في نتائج المباريات، وبالمنشطات والمراهنات وكل الجوانب المتعلقة بالنزاهة الرياضية». واعتبر حنزاب أن أهمية المركز «تزداد مع فهم العاملين في الوسط الرياضي حول العالم طبيعة وآلية عمله، إذ سيكون له حضور قوي في مختلف الفعاليات الرياضية بشكل رسمي، من خلال لجوء عدد من الجهات والمؤسسات الدولية الرياضية، للتعاون مع المركز والاستفادة من الخبرات الكبيرة التي يقدمها لأجل تطبيق مفهوم الأمن الرياضي، وفقاً للأهداف التي يتطلع إليها المركز، والتي تقوم على أمرين أساسيين، هما: الحد من الشغب في الملاعب الرياضية، ومنع التلاعب والفساد في الرياضة في شكل عام». ورداً على سؤال عن رضاه عن الأهداف التي حققها المركز حتى الآن بعد أربعة أعوام من إنشائه، قال: «بالطبع من الصعب الحصول على الرضا التام، فالمشكلة التي نواجهها خطرة جداً، إذ أكد المدير لعام لوكالة وادا، أن 25 في المئة من الرياضات تحكمها الجريمة المنظمة، ونحن حذرنا من هذا الأمر قبل أربعة أعوام، إنه أمر خطر، ولا بد من التوقف عنده». وتابع رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي: «إلى أن نرى النتائج على الأرض لا يمكن أن نكون راضين تماماً». وكشف عن أن «المركز يعمل على وضع لوائح تخدم الرياضة في مختلف المجالات، بالطبع القوانين تأخذ وقتاً، لذا أوجدنا مبادرة أنقذ الحلم لحماية الأطفال برياضة نزيهة، نظيفة وخالية من العنصرية والعنف، ووجهنا رسائل توعية إلى أصحاب القرار بحق الطفل بأن يحلم ليصبح يوماً مثل ميسي أو بولت». وأوضح «أطلقنا هذا البرنامج في باريس عام 2013، وأقمنا مؤتمراً في جنيف بالشراكة مع مفوضية حقوق الإنسان، أي أننا وصلنا إلى أعلى هيئة دولية لمناقشة حقوق الأطفال، كما عقدنا مؤتمراً خاصاً، في البرلمان الأوروبي بمشاركة المفوضية الأوروبية للرياضة، وقرر الأوروبيون تخصيص أسبوع كامل للرياضة، اعتباراً من عام 2015 في الدول ال28 الأعضاء». وأشار إلى أن المركز سيوقع اتفاقاً مع الدوري الروسي، وقال «روسيا ستنظم كأس العالم، ولديها مصلحة كبيرة في رفع مستوى الدوري ومعالجة المشكلات التي يواجهها، سواء من عنصرية أم عنف. سنقيم مركزاً مشتركاً متخصصاً في روسيا، وهذه مسؤولية كبيرة، لأن روسيا دولة مهمة».