حذّر مدير المركز الدولي للأمن الرياضي محمد حنزاب من خطورة شركات المراهنات والمقامرة على الكرة الآسيوية، مؤكداً في تصريح ل «الحياة» أن من حق الهلال السعودي الذي خاض مباراة نهائي دوري أبطال آسيا أمام سيدني الأسترالي في ظل الشكوك القائمة لدى عشاقه وجماهيره أن يطلب من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم التحقيق من جهة مستقلة للتأكد مما إذا كان هناك علاقة بين الحكم وأي من مكاتب المراهنات. وكان نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم رئيس رابطة المحترفين محمد النويصر كتب تغريدة أمس ألمح فيها إلى شكوكه وجاء فيها: «تلعب شركات المراهنات دوراً كبيراً في تغيير بعض نتائج المباريات الدولية. التاريخ سيكشف ما حدث واللبيب بالإشارة يفهم!». وأضاف مدير المركز الدولي للأمن الرياضي والذي يعمل كاستشاري للاتحاد الأوروبي لعامي 2012 و2013 للتخطيط والتحضير والأشراف الأمني لنهائي دوري أبطال أوروبا: «هناك شكوك حول الأخطاء التي ارتكبها الحكم فضلاً عما تداولته بعض وسائل الإعلام والجماهير حول تاريخه، وهناك شبه إجماع على الأخطاء التي ارتكبها في المباراة.. ولذلك من حق الهلال والجماهير طلب الوصول إلى الحقيقة، وحتى لو لم يكن هناك تأثير للمراهنات في المباراة، فالتحقق وإعلان النتيجة يخلي مسؤولية الاتحاد الآسيوي ويعزز من صدقية منافساته». وأشار حنزاب إلى أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يتابع حركة المراهنات عبر شركة متخصصة، قائلاً: «الاتحاد الآسيوي وقع اتفاقاً مع شركة سبورت رادار، لتقوم بتزويده بحركة المراهنات في بطولاته، وهناك كشوف في هذا الأمر من حق الهلال أن يقوم بطلبها والاطلاع عليها من أجل معرفة حجم المراهنات عن هذه المباراة، وإذا كان هناك أية حركة مريبة من خلال الرسم البياني يتخذ الإجراءات اللاحقة اللازمة، وهنا بالطبع لا بد من وجود جهة رسمية تساعدهم في ما يتعلق بالقراءة الفنية لهذه البيانات». وشدد حنزاب على أن «المركز الدولي للأمن الرياضي» مستعد للقيام بالتحقق اللازم من الحالة في حال طلب نادي الهلال ذلك رسمياً، مستطرداً: «للمعلومية المركز سبق له وأن طلب تزويده بحركة المراهنات من شركة سبورت رادار، لكن لم يتم منحها لها بسبب العقد الموقع مع الاتحاد الآسيوي والذي يتطلب منحهم الإذن بذلك من أجل إطلاع طرف ثالث عليها». وواصل: «من الممكن الحصول على المعلومات اللازمة كافة سواء أكانت على صعيد حركة المراهنات أم حتى حكم المباراة الذي من الممكن الحصول عن تفاصيل كثيرة حوله وأبعد من المعلومات الأولية والاعتيادية حول مشواره التحكيمي». وطالب مدير المركز الدولي للأمن الرياضي الاتحادات القارية والمحلية التنبه من خطر مكاتب المراهنات، مؤكداً أن هناك الكثير مما يدور في الخفاء مبدياً تخوفه من ثبوت شيء في ما يتعلق بنهائي دوري أبطال آسيا، قائلاً: «للأسف حينها ستكون كارثة كبيرة فأنت تتحدث عن اتحاد قاري عريق ونهائي مهم على خريطة كرة القدم». وكان حنزاب أكد منتصف شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي وجود تلاعب في نتائج مباريات في الدوريات العربية، وتحديداً في دول مجلس التعاون الخليجي، قائلاً: «تشهد الدوريات الخليجية مراهنات، وفيها تلاعب بنتائج مرتبطة بتحسين المراكز في المراحل الأخيرة من البطولة، وهذا أمر خطر يبعد الجمهور عن الملاعب، ولا بد من إيجاد الحلول المناسبة لهذه الآفة». وأبدى حينها قلقه من استهتار الحكومات العربية بالرياضية، قائلاً: «الحكومات العربية تستهتر بالرياضة، لكن الأجهزة الأمنية لديها مسؤولية كبيرة، والمؤسف أنه لا يوجد أي مؤشر على أي تحرك على صعيد الحكومات العربية، خلافاً لأوروبا التي بدأت تجد الحلول، وهناك نقاش في الموضوع. إنكلترا عانت من ظاهرة الشغب في الثمانينات، لكنها وجدت الحل وأصبح الدوري الإنكليزي الأهم في العالم حالياً». وحذّر من أن تصبح الرياضة مرتعاً لأعمال الشغب والتلاعب، وحتى الأعمال الإرهابية، إذا لم تتضافر الجهود لمكافحتها، مشيراً إلى أن الخطر الذي يواجهها غير مسبوق في التاريخ. يذكر أن المركز الدولي للأمن الرياضي (ICSS) منظمة غير ربحية تسعى إلى تقديم المشورة لمنظمي الفعاليات الرياضية، ذات مستوى عالمي لضمان أعلى درجات الأمن والأمان في المجال الرياضي، علماً أنه يقدم خدمات حماية النزاهة للدوريين الإيطالي والإسباني.