دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين أمس عند أبواب سجن حلب المركزي الذي اقتحمه مقاتلو المعارضة، وسقطت قذيفتا هاون أطلقتا من سورية على المنطقة التي تحتلها إسرائيل من جبل الشيخ من دون التسبب بإصابات أو أضرار. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريد إلكتروني أمس إن «اشتباكات دارت بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية داخل أسوار سجن حلب المركزي» الواقع عند طرف مدينة حلب الشمالي، وذلك «بعد تمكن الكتائب المقاتلة من اقتحامه إثر تفجير سوره بسيارتين مفخختين». وأشار إلى أن الاشتباكات تترافق «مع قصف بالمدفعية وقذائف الدبابات والطيران على محيط السجن، ما أدى إلى أضرار واندلاع حرائق في ممتلكات المواطنين». ويوجد حوالى أربعة آلاف سجين بينهم إسلاميون ومحكومو حق عام في السجن. في دمشق، قتل رجل في انفجار عبوة ناسفة في سيارة في ساحة الأمويين في وسط العاصمة، وفق المرصد السوري. وقال عنصر أمني في المكان إن العبوة كانت ملصقة بالسيارة قرب حاجز عسكري على مقربة من مقر هيئة الأركان، مشيراً إلى وقوع جرحى. بعد الظهر، قتل أربعة أشخاص وأصيب 12 آخرون بجروح، وفق المرصد، في قصف للقوات النظامية على مناطق في مخيم اليرموك في جنوبدمشق. كما أفاد المرصد عن اشتباكات على أطراف حي العسالي المجاور وقصف على الأحياء الجنوبية لمدينة دمشق. ونفذ الطيران الحربي السوري الأربعاء غارات عدة على مناطق في ريف دمشق والرقة وحلب (شمال) وحماة (وسط) والحسكة (شمال شرق). وفي محافظة حمص (وسط)، قتل مقاتلان معارضان الأربعاء في الاشتباكات المستمرة مع القوات النظامية المدعومة من «حزب الله» اللبناني، في ريف مدينة القصير. وأدت أعمال العنف في سورية الأربعاء إلى مقتل 38 شخصاً، في حصيلة أولية للمرصد السوري. من جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مدير عام الشركة السورية للاتصالات المهندس بكر بكر أن «خدمة الإنترنت والاتصالات القطرية انقطعت اليوم بسبب حدوث عطل في الكابل الضوئي». وأضاف أن «ورشات الصيانة والإصلاح التابعة للشركة تقوم بإصلاح العطل لإعادة خدمة الإنترنت والاتصالات القطرية في أسرع وقت ممكن». وهذه المرة الثانية التي يحدث فيها عطل كهذا في أقل من عشرة أيام. وقد قطعت الإنترنت والاتصالات الأسبوع الماضي لمدة يومين كاملين. إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قذيفتي هاون أطلقتا من سورية سقطتا على المنطقة التي تحتلها إسرائيل من جبل الشيخ الأربعاء من دون التسبب بإصابات أو أضرار. وتأتي هذه القذائف بينما يحيي الفلسطينيون الذكرى الخامسة والستين للنكبة عام 1948. وقالت متحدثة باسم الجيش «وقع انفجاران في الجانب الإسرائيلي من جبل الشيخ ونحن ننظر في ظروف الحادث» مضيفة «نعتقد أن هذا كان نتيجة للوضع الداخلي في سورية». وأشارت المتحدثة إلى أنه تم إغلاق الموقع الذي يتلقى عادة عدداً من الزائرين في هضبة الجولان المحتل، وأردفت أن إسرائيل أبلغت قوى الأممالمتحدة في الجولان عن الحادث. يذكر أن إسرائيل، التي لا تزال في حالة حرب مع سورية، تحتل منذ 1967 حوالى 1200 كلم مربع من هضبة الجولان التي ضمتها، إلا أن المجموعة الدولية لم تعترف بهذا القرار. وما زالت سورية تسيطر على 510 كلم مربع من الجولان. ومنذ 1974، تقوم قوة من الأممالمتحدة (قوة مراقبة فض الاشتباك في الجولان) بفرض التقيد بوقف إطلاق النار بين البلدين.