قال مسؤول رفيع إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ستعمل جاهدة على حل الخلافات مع إيران بشأن تحريات متعثرة حول برنامج طهران النووي. وتواجه إيران ضغوطاً دولية بسبب برنامجها النووي في اجتماعين منفصلين اليوم لكن ليس من المتوقع تحقيق انفراجة في ظل تركيز الجمهورية الإسلامية على انتخابات الرئاسة التي تجرى الشهر القادم. وفي فيينا ستحث وكالة الطاقة الذرية إيران مرة أخرى على التوقف عن عرقلة التحريات التي تجريها حول أبحاث يشتبه أن طهران تجريها عن القنبلة النووية وتنفي إيران سعيها لصنع أسلحة نووية. وقال نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية هرمان ناكيرتس للصحفيين "كما تعلمون فإن الخلافات لاتزال قائمة لكننا ملتزمون بالحوار ومصممون على حل هذه المسائل وبالتالي سنعمل جاهدين اليوم على حل هذه الخلافات." وفي وقت لاحق ستلتقي كاثرين اشتون أكبر شخصية دبلوماسية بالاتحاد الأوروبي بكبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي وهو مرشح رئاسي على العشاء في اسطنبول لبحث مساع دبلوماسية أشمل لحل الأزمة. ويمثل الاجتماعان مساران دبلوماسيان منفصلان لكنهما مرتبطان لأن كليهما يرتكز على شبهات في أن إيران ربما تسعى لحيازة قدرة صنع قنابل نووية تحت ستار برنامج مدني للطاقة النووية. ويقول محللون ودبلوماسيون إنه ربما يتعين انتظار أي خطوة تتخذ في هذه الأزمة المستمرة منذ عشر سنوات إلى ما بعد الانتخابات الإيرانية التي تجرى في 14 يونيو حزيران. وحتى على الرغم من أن الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي هو الذي يحدد السياسة النووية لإيران فإن القيادة المحافظة ربما تكون راغبة في التعامل بحرص مع هذه القضية قبل الانتخابات حيث سينافس الموالون لخامنئي اثنان من الشخصيات المستقلة. وتهدد اسرائيل والولايات المتحدة بعمل عسكري محتمل في حالة إخفاق الجهود الدبلوماسية والعقوبات التجارية الصارمة في كبح جماح برنامجها النووي. وتقول طهران إن برناجها النووي له أغراض سلمية فحسب وإن اسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع أنها تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط هي التي تهدد السلام والاستقرار. وتحاول وكالة الطاقة الذرية منذ اكثر من عام إقناع إيران بالسماح لها باستكمال تحريات حول ما تطلق عليه الوكالة "أبعادا عسكرية محتملة" لنشاطها النووي. وقال مسؤولون كما أظهرت وثائق أن محادثات الأربعاء في فيينا ستكون الجولة العاشرة من المفاوضات بين الجانبين منذ أوائل عام 2012 وحتى الآن لم يتم التوصل إلى اتفاق إطار يمنح الوكالة القدرة على دخول المواقع التي تريدها. وقال علي أصغر سلطانية مبعوث إيران في الوكالة هذا الأسبوع إنه يتوقع إحراز تقدم في المباحثات. لكن دبلوماسيين غربيين أبدوا تشاؤما. ويأتي اجتماع اسطنبول بين اشتون التي تمثل القوى العالمية الست وكبير المفاوضين الإيرانيين جليلي بعد جولة فاشلة من الجهود الدبلوماسية في قازاخستان في أوائل ابريل نيسان. وما زالت الفجوة بين الطرفين كبيرة إذ تريد القوى العالمية من إيران أن تعلق أغلب الأنشطة النووية الحساسة التي تمارسها في حين أن إيران تريد من هذه القوى أن تعترف بحقها في تخصيب اليورانيوم وهو النشاط الذي يمكن ان يكون له أغراض مدنية وعسكرية ايضا وكذلك إنهاء العقوبات الاقتصادية الصارمة.