شكل الرئيس الامريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون جبهة موحدة في مسعى لتكثيف الضغوط على ايران وسوريا ومواصلة المسار في أفغانستان رغم الاختلافات الاستراتيجية الاقتصادية. ووسط أجواء الابهة الاحتفالية خلال زيارة دولة يقوم بها كاميرون للولايات المتحدة مدتها ثلاثة أيام رفع الرئيس الامريكي ورئيس الوزراء البريطاني الكلفة بينهما وكان كل منهما ينادي الاخر باسمه الاول وأكدا تضامنهما في مواجهة التحديات الامنية العالمية التي اختبرت التحالف بين الدولتين. ويحرص كاميرون على ان يبدد اي مخاوف في بريطانيا بشأن "علاقتها الخاصة" مع الولاياتالمتحدة وانها تراجعت خلال السنوات القليلة الماضية مع تركيز السياسة الخارجية لأوباما على منطقة آسيا ذات الاقتصادات الديناميكية. وخلال مأدبة عشاء أقيمت على شرف رئيس الوزراء البريطاني الليلة الماضية شرب كاميرون نخب أوباما وامتدحه فيما يقترب من مباركة للرئيس الديمقراطي في عام انتخابات الرئاسة الامريكية التي تحل في نوفمبر تشرين الثاني. وقال كاميرون "أنت لا تختار الزعماء الذي عليك ان تعمل معهم لكن كل ما يسعني قوله هو انه يسعدني العمل مع شخص يتمتع بروح معنوية قوية ومنطق واضح ولياقة أصيلة." واستغل الزعيمان مؤتمرا صحفيا مشتركا ليهيلا الضغوط على ايران بسبب برنامجها النووي ويحذران الرئيس السوري بشار الاسد من العواقب بما في ذلك محاكمة محتملة عن جرائم الحرب اذا استمر في حملته القمعية الدامية ضد معارضيه. وقال أوباما ان فرصة التوصل الى حل دبلوماسي للخلاف مع ايران بشأن برنامجها النووي تتقلص وشجع طهران على استغلال فرصة المحادثات مع القوى الكبرى لتفادي "عواقب أسوأ". وأضاف أوباما في مؤتمره الصحفي المشترك مع كاميرون ان ايران تميل الى المماطلة والتسويف في المحادثات مع القوى الكبرى. وقال كاميرون انه اذا لم يتنح الرئيس السوري في اطار عملية لانتقال السلطة ستكون "العاقبة الحتمية هي حرب أهلية أو ثورة." لكنه اوضح هو والرئيس الامريكي انهما لا يؤيدان تدخلا عسكريا غربيا على غرار ما حدث في ليبيا ولم يعرضا خطوات جديدة. وركزت محادثات البيت الابيض أيضا على الحرب في أفغانستان ورفض الزعيمان دعوات مطالبة بتسريع عملية الانسحاب بعد مذبحة ارتكبها جندي أمريكي وقتل فيها 16 مدنياً أفغانياً غالبيتهم من النساء والاطفال. وقال الرئيس الامريكي انه لا يتوقع اي تغيير "فجائي" في الخطط الامريكية لسرعة سحب القوات من افغانستان. وكان اوباما يتحدث في المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب اجتماعه في البيت الابيض مع رئيس الوزراء البريطاني. وأوضح أوباما وكاميرون انهما يريدان في الوقت الراهن الالتزام باستراتيجية حلف شمال الاطلسي التي تدعو الى نقل المسؤولية الامنية الى السلطات الافغانية بحلول عام 2013 وسحب القوات القتالية بحلول نهاية عام 2014 . وستبحث قمة للحلف تعقد في شيكاجو في مايو ايار المزيد من التفاصيل. وقال أوباما "فيما يتعلق بالسرعة لا أتوقع في هذه المرحلة ان نجري اي تغييرات اضافية فجائية على الخطة التي لدينا الان." وكشف المؤتمر الصحفي عن اختلافات في السياسة الاقتصادية هون الزعيمان من شأنها. ويضغط الرئيس الامريكي الديمقراطي لزيادة الانفاق لتحفيز الاقتصاد الامريكي الهش وتقليص البطالة أكثر ويشعر بالقلق من ان تؤثر أزمة الديون الاوروبية على الاقتصاد الامريكي.بينما يتبنى رئيس الوزراء البريطاني المحافظ مسارا مختلفا مع برنامج تقشف غير مسبوق لخفض الانفاق والذي يقول بعض منتقديه انه يعطل عملية تعافي الاقتصاد البريطاني.