اعلنت مفوضة المساعدات الانسانية في الاتحاد الاوروبي كريستالينا جيورجيفا تقديم 65 مليون يورو (نحو 84 مليون دولار) لمساعدة اكثر من اربعة ملايين سوري في الداخل اجبروا على ترك منازلهم والهروب بسبب استمرار النزاع الدائر في سورية، محذرة من "اننا على شفا الهاوية". وجاء هذا الاعلان بالتزامن مع زيارة المفوضة الاوروبية لمخيم الزعتري للاجئين السوريين، الذي يقع في محافظة المفرق شمال المملكة بالقرب من الحدود السورية. وقال جيورجيفا لوكالة فرانس برس ان "هناك مزيدا من الفظائع والقتال لا يزال مستمراً في سورية، كما ان هناك مزيدا من الناس الذين يهربون، ولا توجد دلائل على الاطلاق أن هذا سينتهي". واوضحت ان "60 بالمئة من اللاجئين هم دون سن ال18 عاماً، وهذا يعني ان أجيالا بأكملها معرضة لخطر الضياع في ظل استمرار هذا الصراع"، مشيرة الى ان "هذا يتطلب من المجتمع الدولي ايجاد سبل كفيلة لمساعدة شباب سورية". واوضحت جيورجيفا "نحن بحاجة الى بذل مزيد من الجهود، وبطريقة أفضل"، مشيرة الى ان "ألاسوأ لم يأت بعد". واعلنت بعثة الاتحاد الاوروبي في عمان في بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه "تقديم 65 مليون يورو استجابة للازمة الانسانية الناجمة عن مستوى العنف المتنامي بشكل سريع جراء القتال المندلع في سورية". واضافت ان "التمويل الاضافي سيتم انفاقه داخل سورية لمساعدة اكثر من اربعة ملايين شخص اجبرهم القتال على الهرب من بيوتهم". وبحسب جيورجيفا فان "اوروبا ساعدت وسوف تستمر بمساعدة اولئك المتضررين، وهذا التمويل الجديد ما هو الا قسطا من الراحة لضحايا هذا النزاع المرعب". واضافت ان "عدم توقف طرفي النزاع عن القتال وفشل المجتمع الدولي بايجاد حل سياسي لهذا العنف سيضع المجتمع الاغاثي في موقف يصبح عاجزا فيه عن تلبية الاحتياجات غير المسبوقة الواسعة النظاق"، مشيرة الى "اننا على شفا الهاوية". واشارت الى ان "العنف وعدم الامان والصراع لاجل البقاء سحق حياة ملايين السوريين اليومية حالياً (...) كما ان الوضع يزداد سوءا بشكل يومي، فالعديد من الناس فقدوا منازلهم وعائلاتهم ويتكبدون الكثير من المصاعب النفسية والجسدية ولا يبدو ان هناك نهاية تلوح بالافق". وبحسب بيان البعثة، فانه وقبل تخصيص هذا التمويل الاضافي، "قامت المفوضية الاوروبية بأنفاق 200 مليون يورو على المساعدات الانسانية لسورية والدول المجاورة، حيث تم تخصيص ما نسبته 49 بالمئة من التمويل للداخل السوري والباقي تم توزيعه بين الاردن ولبنان وتركيا والعراق". كما قام الاتحاد الاوروبي "قبل ثلاثة اشهر بمنح 100 مليون يورو لجهود الاغاثة وذلك في مؤتمر المانحين في الكويت". وقدم الاتحاد الاوروبي "193 مليون يورو اخرى عبر آليات الاتحاد الاوروبي الاخرى استجابة للازمة السورية تم انفاقها في مجالات التعليم ودعم التجمعات والمجتمعات المضيفة". واكد وزير الخارجية الاردني ناصر جودة خلال لقائه بجيورجيفا ان "الاردن بحاجة الى مزيد من المساعدات ليتمكن من مواجهة الوضع الانساني جراء استقباله اكثر من 530 الف سوري على اراضيه ويقدم المأوى والخدمات لهم"، مشيرا الى "اهمية ان يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في مساعدة الاردن لتمكينه من الاستمرار في اداء دوره الانساني في خدمة الاشقاء السوريين اللاجئين الى الاردن". وكشف جوده في تصريحاته التي اوردتها وكالة الانباء الاردنية "نية الاتحاد الاوروبي زيادة المساعدات التي تأتي الى الاردن لتمكين المملكة من التعامل مع هذا العبء على قطاعات حيوية في الاردن كالتعليم والصحة والطاقة". وصرح جودة في روما الخميس ان عدد اللاجئين السوريين في الاردن يمكن ان يشكل 40 بالمئة من سكان المملكة منتصف العام المقبل. وقال جودة "حاليا يشكل اللاجئون السوريون 10 بالمئة من سكاننا لكن بالوتيرة الحالية سيرتفع الرقم الى ما بين 20 و25 بالمئة في نهاية العام وحوالى 40 بالمئة بحلول منتصف 2014". ويؤكد الاردن انه استقبل اكثر من 500 الف لاجىء سوري منذ بداية النزاع في اذار/مارس 2011، بوتيرة 1500 الى 2000 يوميا في الوقت الحاضر. وتتوقع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الاممالمتحدة ان يرتفع عددهم الى مليون ومئتي الف مع نهاية العام 2013، اي ما يوازي خمس التعداد السكاني الاردني. وادى النزاع السوري منذ منتصف آذار/مارس 2011 الى نزوح اكثر من 1,4 مليون لاجىء سوري، اضافة الى 4,25 ملايين شخص تركوا منازلهم في داخل سورية.