حسمت اللجنة الأمنية العليا في اليمن النقاش حول الحرب الدائرة في محافظة صعدة (شمال البلاد) بتأكيدها أمس أن وقف القتال أو تعليق العمليات العسكرية غير ممكن ما لم يلتزم المتمردون «الحوثيون» من دون قيد او شرط بالنقاط الستة التي أعلنتها اللجنة سابقاً ويرى المتمردون فيها «شروطاً مذلة ومهينة». وأكدت اللجنة الأمنية العليا المكونة من وزيري الدفاع والداخلية وقيادات عسكرية أنه «إذا لم تقبل العناصر التخريبية المتمردة بالنقاط الست من دون أي قيد أو شرط، من أجل حقن الدماء وتحقيق السلام، فإنه لا يمكن أن تكون هناك هدنة أو تعليق للعمليات العسكرية»، مؤكدة أن العمليات ستستمر «حتى ينصاع المتمردون لشروط السلام». وتدعو النقاط الست الحوثيين الى سحب مقاتليهم من جميع مديريات الشمال ورفع كافة النقاط المعيقة لتحرك المواطنين في مختلف المناطق والنزول من الجبال والمواقع التي يتحصنون فيها ووقف أعمال التخريب وتسليم المعدات المدنية والعسكرية التي تم الاستيلاء عليها والكشف عن مصير المختطفين الأجانب لديهم وتسليم المختطفين من أبناء محافظة صعدة وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية بأي شكل من الأشكال. في هذا الوقت، واصل الجيش عملياته على مختلف جبهات القتال، ونفذ سلاح الجو غارات على معاقل «الحوثيين» في مناطق رهوه والمدرج والعند بمحافظة صعدة، طبقاً لما أعلنه مصدر مسؤول بوزارة الدفاع أمس، مشيراً إلى إلحاق خسائر فادحة بهم، شملت قتل العديد من العناصر وتدمير سيارات محملة بالأسلحة. وقال المصدر إن «الوحدات العسكرية والأمنية بمحافظة صعدة ومديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، تمكنت من تأمين عدد من الطرق في أكثر من منطقة، وفتح طرق كانت عناصر التخريب والتمرد أغلقتها في وجه إمدادات الغذاء والتموين لأبناء المناطق المحيطة بها، ومنها خط محضة وجنوب شرقي المقاش بمحافظة صعدة». وأوضح أن «سلاح الجو وجه أول من أمس ضربة موجعة الى عناصر الإرهاب والتمرد في منطقة بالقرب من ضحيان، مستهدفاً تجمعاً كبيراً من السيارات المحملة بالأسلحة والذخائر والمؤن للعناصر التخريبية»، مؤكداً أنه «تم تدمير تلك السيارات وإلحاق خسائر كبيرة بصفوف الإرهابيين». ولفت المصدر إلى «أن فرقة لمكافحة الإرهاب أجبرت مجاميع من عناصر التمرد على الفرار من مواقعها في منطقة محضة، في حين تصدت الوحدات العسكرية والأمنية في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان لهجمات من قبل عناصر التمرد وقتلت العديد منهم وكبدتهم خسائر كبيرة». وقالت مصادر أمنية ل «الحياة» إن أكثر من 600 حوثي سقطوا بين قتيل وجريح حتى الآن، فيما اعتقل المئات وسلم العشرات أنفسهم الى قوات الأمن والجيش. وقدرت المصادر خسائر القوات الحكومية بأكثر من 200 قتيل وجريح، وان قيادة التمرد تشعر بقوة الضغط العسكري الذي يمارسه الجيش ولذا تتحدث عن استعدادها للتوصل الى هدنة. وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح لدى تفقده الاربعاء قوات اللواء 29 ميكا (قوات العمالقة) تعهد بتخليص المحافظات الشمالية من المتمردين خلال أسابيع.