استفزت صور مجموعة من الأيتام وهم يجلسون على قارعة أحد أرصفة ملعب الملك فهد الدولي في الرياض، مرتدين الأخضر والأبيض قبيل مباراة النصر والأهلي في كأس خادم الحرمين للأندية الأبطال أول من أمس (الأربعاء)، الشارع السعودي الذي تفاعل مع الحادثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وانتقد عدم السماح للأيتام بمرافقة اللاعبين والنزول إلى أرض الملعب وسط عاصفة من الاستهجان جراء ما حدث. (للمزيد) واضطرت شركة صلة (المشغلة للمباريات) إلى الاعتذار عن الحادثة والتبرع لجمعية «إنسان» ب300 ألف ريال، راميةً بالأمر على عاتق الاتحاد السعودي لكرة القدم وعدم وجود «الموافقات والتنسيق»، وذلك عبر بيان صحافي أصدرته أمس (تلقت «الحياة» نسخة منه) وجاء فيه: «عملية النزول إلى أرض الملعب أثناء المباريات الرسمية، وكما جرت العادة، تحتاج إلى موافقات وتنسيق ما بين عدد من الجهات المسؤولة، وإشعارنا بذلك باعتبارنا مشغلين للمباريات. ولم يردنا من الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهي الجهة المنظمة للمسابقة، ما يشير إلى السماح لأية جهة بدخول الملعب، إلا أننا قمنا بإجراء العديد من الاتصالات وحاولنا مع المسؤولين أصحاب الصلة لتلبية رغبة الجمعية، ولكنهم رفضوا تحمل المسؤولية». الاتحاد السعودي لكرة القدم من جهته أصدر بياناً مماثلاً لم يوضح فيها موقفه من قضية «التنظيم والتنسيق» إلا أن رئيسه أحمد عيد شدد على حرص اتحاده على تقديم التسهيلات لذوي الاحتياجات الخاصة وأبناء الجمعيات الخيرية، واصفاً إياهم بأنهم «أبناء لأسرة كرة القدم السعودية، ولهم مكانتهم»، مضيفاً: «هم فئة عزيزة علينا، ووجودهم في مسابقات الاتحاد السعودي لكرة القدم في ملاعب المملكة كافة إيجابي، وأن اتحاد كرة القدم يحرص كثيراً على أن تقدم التسهيلات كافة لهذه الفئة الغالية، وتمكينهم من حضور المباريات وأيضاً من المشاركة في أية فعالية أو نشاط مصاحب لأية مباراة». من جهته، أعلن الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل عن تخصيص 100 مقعد في كل مباراة للأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، زيادة على ما هو مؤمن لهم في السابق وفي الدرجات كافة في الملاعب، إضافة إلى تخصيص يوم أولمبي رياضي للجمعيات الخيرية، بما في ذلك جمعيات الأيتام، حرصاً على نشر رسالة هذه الجمعيات، وأوضح أنه سيكرم «أيتام جمعية إنسان» الذين لم يتمكنوا من حضور مباراة أول من أمس قريباً. واتفق البيانان الصحافيان للرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم على فتح باب التحقيق في الحادثة ومعاقبة المتسبب فيها.