أوضح المشرف على كرسي غازي القصيبي للدراسات الثقافية في جامعة اليمامة الدكتور معجب الزهراني أن تدشين الكرسي كان واحداً من الأهداف التي انضم من أجلها إلى جامعة اليمامة مطلع العام الدراسي، إذ يحرص على تفعيل النشاط الثقافي «لأنه المجال الذي يستهويني أكثر من غيره. من هنا جاءت فكرة كرسي غازي القصيبي للدراسات الثقافية، التي لقيت قبولاً حسناً لدى إدارة الجامعة ومجلس الأمناء». وقال ل«الحياة» إن كراسي البحث «ستمثل إضافة جديدة للجامعة، والبدء بكرسي يحمل اسم شخصية استثنائية كغازي القصيبي هو مكسب حقيقي لنا جميعاً». وعن أهداف الكرسي أضاف: «عقد ندوات ومؤتمرات، وتنفيذ بحوث ودراسات تخصصية في مجالات الأدب والفكر والثقافة، وعقد شراكات معرفية مع مؤسسات مماثلة حكومية وأهلية من المملكة ومنطقة الخليج عموماً. أما عن غازي القصيبي - رحمه الله - فآمل أن يصدر عن الكرسي كتاب رصين مخصص لأعماله الأدبية والفكرية التي تجاوزت ال60 كتاباً». ولفت الزهراني إلى أن كراسي البحث العلمي، «يفترض أن تشكل بنى مساندة لمنظومات العمل الأكاديمي التخصصي في أي جامعة، وإذا لم يحقق المشروع أهدافه لأي سبب فمن المنطقي تماماً أن يتوقف أو يوقف، لكن هذا لا ينال من أهمية المشاريع الناجحة، ولو لم نكن نحسن الظن في أنفسنا وفي محبي غازي القصيبي، لما راهنا على مشروع خلاّق آمل أن يكون له ما بعده». وحول التكريم الذي لا يتم سوى بعد وفاة الأدباء، قال: «التعميم هنا غير دقيق لأن كثيراً من أدبائنا ومثقفينا نالوا التكريم المستحق في حياتهم، ومنهم غازي القصيبي تحديداً. نعم كنا نتمنى لو أسس هذا الكرسي في حياة ذلك المبدع والمثقف الكبير، لكن من يدري؟ فلعله من حسن حظي شخصياً أن لم يسبقني أحد إليه». وفي ما يخص كون القصيبي شخصية مثيرة للجدل، وهل واجهوا تحديات أو عوائق اجتماعية، أوضح معجب الزهراني قائلاً: «كتب صديقنا الدكتور عبدالله الغذامي مرة عن غازي القصيبي كشخصية مثيرة للجدل لأنها متنوعة المواهب والإنجازات ومؤثرة في شكل قوي في المجال العام. وكان غازي القصيبي نفسه يعي هذه القضية جيداً ويتقبلها بعقل رحب وقلب أرحب، ثم من سلم من ألسنة وأقلام التكفيريين الذين عادة ما ينتهون إلى تكفير بعضهم بعضا! وفي كل الأحوال لم نستشر من يسيء الظن والحكم، لأن محبي غازي القصيبي أكثر منهم بكثير، وهم من نراهن عليهم اليوم وغداً. ورحم الله المتنبي الذي قال: (وفي الجهل قبل الموت موت لأهله * وأجسادهم قبل القبور قبور)». وأشار إلى أن صورة غازي القصيبي مشعة في عموم المنطقة وعلى امتداد العالم العربي، «وأرجو أن تأتي منجزات الكرسي لائقة بمكانة هذا الاسم العلم، ومثرية للساحة الثقافية الوطنية والجهوية، ومحققة لطموحاتنا في جامعة فتية تنشد الأجمل والأفضل باستمرار، وهذا هو الهدف والرهان».