انطلق سباق انتخابات الرئاسة في إيران أمس، وشهد اليوم الأول من فتح باب الترشيحات، تسجيل عشرات الأشخاص أسماءهم، أبرزهم حسن روحاني، رئيس مركز الدراسات التابع لمجلس تشخيص مصلحة النظام، والذي قدّم نفسه بوصفه مرشح «اعتدال» قادراً على جذب التيارين الأصولي والإصلاحي، فيما حضّ رئيس حزب «مردم سالاري» الإصلاحي مصطفى كواكبيان بعد تقديم ترشيحه، على تنفيذ إصلاحات في البلاد. ويستمر تسجيل المرشحين حتى السبت المقبل، في وقت ما زالت الأضواء مسلطة على الرئيسين السابقين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، وسط دعوات إلى خوضهما السباق، وهو الأول بعد انتخابات 2009 التي تلتها احتجاجات. ونقل موقع «عصر إيران» عن خاتمي إنه «لن يترشح»، فيما شدد رفسنجاني على أنه «لن يتردد»، وقال: «سأتقدّم (للترشح) إذا شعرت بقدرتي على إنقاذ البلاد من ظروفها القاسية». لكن علي يونسي، وزير الاستخبارات خلال عهد خاتمي، الذي رافق روحاني خلال تسجيله ترشحه، قال انه تحدّث هاتفياً إلى رفسنجاني الاثنين، وإنه «متأكد» من أن الأخير لن يخوض السباق. واستدرك يونسي أن روحاني سيسحب ترشّحه، إذا خاض رفسنجاني المعركة. أما النائب روح الله حسينيان المؤيد للرئيس محمود أحمدي نجاد، فأعلن أن 90 نائباً وجّهوا رسالة إلى رفسنجاني، دعوه فيها إلى «شرح» تصريحات أدلى بها، منتقداً الحكومة ومعتبراً أن ايران «لا تملك سياسة حرب مع إسرائيل». وبعد انتهاء تسجيل الأسماء السبت المقبل، سيعلن مجلس صيانة الدستور مصادقته على أهلية بعض المرشحين، في مهلة تمتد حتى 23 الشهر الجاري، تليها حملة انتخابية تستمر ثلاثة أسابيع، وتنتهي قبل 24 ساعة من التصويت في 14 حزيران (يونيو) المقبل. وفي انتخابات 2009، سجل حوالى 500 شخص ترشيحهم، لكن المجلس صادق على أربعة مرشحين فقط. وأعلن مسؤول انتخابي أن أكثر من 60 شخصاً سجلوا ترشيحاتهم أمس. وإضافة إلى روحاني وكواكبيان، تسجّل أمس كامران باقري لنكراني، وزير الصحة السابق مرشح «جبهة الاستقامة» المؤيدة للمرجع المتشدد محمد تقي مصباح يزدي، وصادق واعظ زاده النائب السابق للرئيس الإيراني، ووزير الإسكان السابق محمد سعيدي كيا، وعضو مجلس خبراء القيادة خسرو نصير زاده. وتعهد روحاني الذي اختار اللون البنفسجي رمزاً لحملته، «إنقاذ الاقتصاد وإحياء الأخلاق في المجتمع و(إقامة) علاقات بناءة مع العالم»، مضيفاً: «أنا معتدل، واحتفظت دوماً بعلاقات وثيقة مع إصلاحيين وأصوليين معتدلين. تشاورت مع قادة الجانبين، وآمل بجذب أصوات جميع المعتدلين في المجتمع». وأشار إلى انه سيسعى إلى «مصالحة» مع الغرب، ووضع الملف النووي الإيراني «على المسار الصحيح»، مستبعداً ترشّح رفسنجاني. أما كواكبيان الذي تبنى اللون الأخضر رمزاً لحملته، كما فعل المرشح الخاسر في انتخابات 2009 مير حسين موسوي، فحضّ الأحزاب الإصلاحية على اختيار مرشح واحد، معتبراً أن ايران تحتاج «إصلاحات». وأعلن باقري لنكراني خوضه السباق ب»برنامج تفصيلي من 170 بنداً» سيكشف عنه في «الأيام المقبلة». فيما أشار صادق واعظ زاده إلي إعداده «برامج شاملة لحلّ مشكلة التضخم»، فيما تعهد محمد سعيدي كيا «إحياء مؤسسة الإدارة والتخطيط». ولم يحسم التيار الأصولي مسألة توافقه على مرشح «وحدة»، في انتظار نتائج استطلاعات رأي. وثمة ائتلافان بارزان في هذا التيار، الأول ثلاثي يضمّ رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف والرئيس السابق لمجلس الشورى (البرلمان) غلام علي حداد عادل، وعلي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي. والائتلاف الثاني خماسي يقوده محمد رضا باهنر، نائب رئيس البرلمان، ويضم وزير الخارجية السابق منوشهر متقي ورئيس هيئة التفتيش المركزي مصطفى بورمحمدي، ومحمد حسن أبو ترابي، نائب رئيس البرلمان، ويحيي آل إسحاق. إلى ذلك، اعلن الجنرال رمضان شريف، رئيس دائرة العلاقات العامة في «الحرس الثوري»، أن «الحرس» سيؤدي «واجباته الشرعية»، بصرف النظر عن «ضجيج العدو وحيله»، خصوصاً خلال انتخابات الرئاسة. واتهم وسائل إعلام ومعارِضين بإشاعة «أكاذيب، لتأثرهم بالغرب والصهاينة».