قتل خمسة أشخاص على الأقل وجرح مرشح للانتخابات الباكستانية يدعى سيد جنان، في تفجير انتحاري استهدف حملة للمرشح في سوق بمنطقة هانغو بإقليم خيبر باختونخوا القبلي (شمال غرب)، وذلك قبل أربعة أيام من الاقتراع المقرر السبت، ما رفع إلى 97 قتيلاً عدد ضحايا الحملة الانتخابية منذ انطلاقها في 11 نيسان (أبريل) الماضي. وأعلنت الشرطة أن المهاجم فجر نفسه قرب سيارة المرشح للبرلمان عن حزب «جماعة علماء الإسلام» بزعامة الملا فضل الرحمن، لكنها لم تحدد إذا كان الانتحاري راجلاً أم على دراجة نارية. أما جنان فأعلن انه أصيب بجروح في رأسه وكتفه. وأول من امس، استهدف هجوم تبنته حركة «طالبان باكستان» مرشحَين اثنين للحزب ذاته المنتمي إلى الائتلاف الحكومي المنتهية ولايته في منطقة كرّان القبلية، هما عين الدين شاكر ومنير أوراكزاي، ما اسفر عن 23 قتيلاً وأكثر من 60 جريحاً. وكانت «جماعة علماء الإسلام» وزعيمها فضل الرحمن نفذا وساطة بين السلطات و«طالبان باكستان» التي تلقى عليها مسؤولية قتل آلاف من الباكستانيين في تمرد داخلي مستمر منذ ست سنوات. وتأجلت الانتخابات في ثلاث دوائر انتخابية قتل فيها مرشحون، وهي بلوشستان (جنوب غرب) وكراتشي، اكبر مدن باكستان، ومدينة حيدر آباد. ويهيمن على الانتخابات زعيم المعارضة نواز شريف الذي يرأس «حزب الرابطة الإسلامية»، وكذلك نجم الكريكت السابق عمران خان الذي يأمل بأن يحدث اختراقاً على رأس حزبه «تحريك الإنصاف». ويصف شريف الذي ابتعد عن السلطة طوال 14 سنة ويرجح أن يكون رئيس الوزراء المقبل، الإرث المتوقع أن يرثه بأنه «فوضى عامة»، وقال: «التحديات هائلة وبجب أن ننقذ الاقتصاد». وتعهد شريف إعادة سياسات السوق الحرة وتخفيف القيود الاقتصادية، معتبراً أن تحقيق نمو سريع هو الحل الوحيد. ويبدو أنه ازداد نضجاً سياسياً منذ أن أطاحه قائد الجيش الرئيس السابق برويز مشرف في انقلاب أبيض عام 1999. وباعتباره زعيم المعارضة، تجنب شريف استعداء قادة الجيش الأقوياء أو إسقاط الحكومة الائتلافية التي يقودها «حزب الشعب» خلال مواجهتها أزمات. وهو يقرّ بأنه لن ينعم براحة في حال فوزه، إذ تحتاج باكستان إلى بلايين الدولارات من الجهات المانحة كي لا تحدث أزمة في ميزان مدفوعاتها، لكنها قد لا تحصل على المال اللازم إلا لدى تنفيذها إصلاحات اقتصادية ذات حساسية سياسية. ويوحي تاريخ شريف بأنه قد يملك الجرأة لإحداث تغيير، استناداً إلى المحاولات التي بذلها في الماضي لإنهاء السياسات الاشتراكية وفتح الاقتصاد. وقد أبدى استعداده للمخاطرة وخفض نفقات الحكومة بنسبة 30 في المئة لنيل الدعم الدولي للاقتصاد. وقال شريف: «الخصخصة واقتصاد السوق الحرة وتخفيف القيود شكلت ركائز أساسية لحزبنا لدى توليه الحكم، وسنبدأ من حيث انتهينا». لكن الآراء الإسلامية المحافظة لشريف قد تثير مخاوف الغرب، علماً أنه حاول جعل القوانين تستند إلى أحكام الشريعة عام 1991. واتهم أخيراً بعدم اتخاذ إجراءات ضد المتشددين المنتشرين في إقليم البنجاب. وهو بين سياسيين قليلين لم يدرجهم مقاتلو «طالبان» الذين تعهدوا تعطيل الانتخابات في لائحة المستهدفين.