نوه الرئيس التشادي إدريس ديبي ب«تطابق في وجهات النظر بين بلاده والجزائر حول تسوية الأزمة في ليبيا». وصرح إثر لقائه الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بأن «كل دول الجوار مطالبة بوضع أجندة موحدة لمساعدة هذا البلد»، معتبراً أن أجندات من خارج المنطقة «تعيق الحوار بين الليبيين». وأشار الرئيس التشادي الذي غادر الجزائر أمس، بعد زيارة استغرقت ثلاثة أيام، إلى ضرورة قيام الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة والشركاء الآخرين، بدعم جهود دول جوار ليبيا من أجل إيجاد تسوية سياسية للأزمة في هذا البلد. وقال إن «الليبيين مطالبون بالحديث مع بعضهم بعضاً وإيجاد خطة تسمح لهم بالتقارب في ما بينهم وإنشاء ليبيا جديدة موحدة و ديموقراطية». في الوقت ذاته، حذر وزير الخارجية الليبي محمد الدايري من سعي تحالف جماعات إسلامية إلى السيطرة على مقدرات بلاده، في ظل التصعيد الجديد في معركة الهلال النفطي حيث دمر حريق نجم من صاروخ أطلق في ميناء السدرة 800 ألف برميل من النفط الخام. وتزامن كلام الدايري خلال لقائه وزير الخارجية المصري سامح شكري في القاهرة، مع غارات جوية على أهداف في مصراتة، المدينة المتحالفة مع قوات «فجر ليبيا» التي سيطرت على العاصمة طرابلس منذ الصيف الماضي. وقال الدايري: «هناك تخوف لنا كليبيين أولاً وقبل كل شيء، ولكن للمجتمع العربي المحيط بنا والمجتمع الدولي، من رغبة الجماعات الإرهابية المتطرفة للوصول إلى منابع النفط وعائداته». وأضاف: «هناك قلق لدينا في ليبيا من تنامي وجود داعش في بلدنا، إضافة إلى أنصار الشريعة التي انضمت إلى بعض قوات فجر ليبيا وقامت بالهجوم الشرس العدواني على الهلال النفطي». وقال وزير الخارجية المصري أن لقاءه بالدايري «تناول الجهود التي يقودها مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون، لخلق إطار للحوار الوطني بهدف التوصل إلى حل سياسي للوضع في ليبيا يؤدي إلى تحقيق مصلحة الشعب الليبي ويؤكد الشرعية القائمة والعمل على حل سياسي جامع وفقاً للتخلي عن الخيار العسكري من قبل العناصر المتطرفة وأيضاً الدخول في نبذ العنف». في غضون ذلك، شهدت مدينة بنغازي اشتباكات عنيفة تركزت في منطقة الصابري وقتل عدد من عناصر قوات اللواء خليفة حفتر من بينهم قيادي في حربهم مع الإسلاميين. وأسفرت اشتباكات عنيفة في الصابري بين قوات حفتر و «مجلس شورى الثوار» عن مقتل أحد مقاتلي المجلس وجرح آخر. وقتل 7 مقاتلين من قوات حفتر خلال المعارك وجُرح آخرون، قبل أن تنفذ قوات حفتر قصفاً عنيفاً على المنطقة. كذلك تجدّدت الاشتباكات في محيط «معسكر 204 دبابات» بين مقاتلي المجلس وقوات حفتر، أدت إلى مقتل الناطق باسم الكتيبة 204 وقائد محور شارع فينيسيا أحمد الحراري التابع لحفتر. وتشهد بنغازي منذ منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، اشتباكات بين قوات «مجلس شورى الثوار» وقوات حفتر، أسفرت عن أكثر من 450 قتيلاً، وأدت إلى نزوح أكثر من 13 ألف عائلة إلى مدن ومناطق مختلفة من البلاد، وذلك وفق إحصاء صادر عن بعثة الأممالمتحدة في ليبيا.