يلتقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويبحث معه النزاع السوري، في وقت يبحث مجلس الشيوخ الاميركي باقتراح لتسليح المعارضة السورية التي تخوض معارك دامية ضد النظام. على الارض، تستمر العمليات العسكرية الواسعة مع تسجيل تصعيد خلال الساعات الماضية في محافظة القنيطرة المحاذية لهضبة الجولان تخلله سقوط قذائف في الجزء الذي تحتله اسرائيل، وغداة مقتل 124 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية. ووصل وزير الخارجية الاميركي الثلاثاء الى موسكو حيث سيلتقي الرئيس الروسي في محاولة لتحقيق تقدم في ملف النزاع السوري بين واشنطن التي تطالب برحيل الرئيس بشار الاسد وموسكو الداعمة للنظام. وتأتي المحادثات الروسية الاميركية في موسكو قبل نحو شهر من قمة مرتقبة بين بوتين ونظيره الاميركي باراك اوباما، يرجح ان تشكل الازمة السورية المستمرة منذ عامين، محورها الرئيسي. في واشنطن، تقدم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي الديموقراطي روبرت مينينديز الاثنين باقتراح قانون يسمح للولايات المتحدة بتسليح مقاتلي المعارضة السورية. ويتيح الاقتراح للحكومة الاميركية "تزويد المعارضة السورية المسلحة بمساعدة قاتلة وغير قاتلة"، على ان يتم اختيار المجموعات التي في امكانها الاستفادة من التسليح الاميركي وفق معايير عدة بينها احترامها لحقوق الانسان وعدم ارتباطها بالارهاب او بنشر الاسلحة الكيميائية. وتخشى الادارة الاميركية ان تقع اسلحة يحتمل ان تقدمها للمجموعات المعارضة بين ايدي مسلحين متطرفين. وعادت مسالة تسليح المعارضة السورية الى بساط البحث بعد اعلان واشنطن ان لديها شكوكا باستخدام النظام لاسلحة كيميائية ضد معارضيه. وقد اعلنت لجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الانسان في الاممالمتحدة الاثنين ان "لا اثباتات دامغة لديها" حول استخدام اي من الطرفين هذه الاسلحة، بعد اشارة احد اعضاء اللجنة الى احتمال استخدام المعارضة للاسلحة الكيميائية. لكن المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني عبر الاثنين عن "تشكيك كبير" بهذه المعلومات. وقالت وزارة الخارجية الاميركية ان "اي استعمال لاسلحة كيميائية في سورية يحصل على الارجح من جانب نظام الاسد"، معربة عن اعتقادها "ان هذه الاسلحة هي تحت السيطرة ولكن نعلم ايضا ان نظام الاسد اظهر انه مستعد الى تصعيد خطير في العنف ضد السوريين". في هذا الوقت، تستمر ردود الفعل على الغارات الاسرائيلية التي استهدفت الجمعة والاحد مواقع عسكرية في سورية. وبرز اليوم انتقاد رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، خصم النظام السوري، لاسرائيل. ووصف اردوغان الثلاثاء الغارات الاسرائيلية بأنها "غير مقبولة". وقال في خطاب القاه في البرلمان "لا تبرر اي ذريعة هذه العملية"، مطالبا الاممالمتحدة بالتحرك لوقف هذه الاعتداءات. وكان البيت الابيض رأى ان لاسرائيل الحق في حماية نفسها ومنع وقوع اسلحة متطورة بين ايدي حزب الله، رافضا تأكيد ان تكون اسرائيل هي التي شنت هذه الغارات. ولم تعترف اسرائيل رسميا بالغارات، لكن مسؤولا اسرائيليا رفض الكشف عن هويته قال لوكالة فرانس برس ان الغارات استهدفت صواريخ معدة لحزب الله. وحذرت روسيا وايران، حليفتا دمشق، والاممالمتحدة بعد الغارات الاسرائيلية من تمدد النزاع الى المنطقة. واعلنت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان قذيفة اطلقت من الاراضي السورية انفجرت الثلاثاء في الجزء الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان، من دون ان تسفر عن ضحايا او اضرار. واشارت المتحدثة الى ان القذيفة اطلقت على ما يبدو في سياق المعارك بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة ولم تستهدف الاراضي الاسرائيلية. وسقطت الاثنين قذيفتان صاروخيتان في المنطقة نفسها في هضبة الجولان. وليست المرة الاولى التي تصل فيها القذائف السورية الى الجانب الاسرائيلي. وتحتل اسرائيل التي لا تزال في حالة حرب مع سورية، منذ 1967 حوالى 1200 كلم مربع من هضبة الجولان التي ضمتها الى اراضيها، الا ان المجموعة الدولية لم تعترف بهذا الضم. وكانت دمشق اعلنت الاثنين انها ستختار توقيت الرد على القصف الجوي الاسرائيلي الذي قتل فيه الاحد، بحسب ما كشف المرصد السوري لحقوق الانسان، ما لا يقل عن 42 جنديا. ونقلت صحيفة "الوطن" السورية الثلاثاء عن مصدر سوري ان هناك "بنك أهداف إسرائيلية في حوزة الجيش العربي السوري ستكون تحت مرمى نيرانه الصاروخية في حال أي عدوان إسرائيلي جديد". وقال المصدر انه "تم تحديد أهداف جاهزة داخل كيان الاحتلال يمكن قصفها في حال أي عدوان جديد دون الرجوع إلى القيادة"، وان "الصواريخ جاهزة لضرب أهداف محددة في حال حدوث أي اختراق" من إسرائيل.