في الموقع الشبكي ل«منظمة الغذاء والزِراعة - الأممالمتحدة» («فاو»)، ثمة قسم مخصّص للاحتفاء ب «يوم الغذاء العالمي». ويبرز في ذلك القسم العنكبوتي، حرص على التذكير بأن الأسرة الدولية تدأب على الاحتفاء ب «يوم الغذاء العالمي» منذ عام 1981، واختيارها لل16 تشرين أول (أكتوبر) يرجع إلى توافقه مع تاريخ تأسيس منظّمة ال «فاو» نفسها. وفي القسم منه، تبرز وصلة إلكترونيّة متميّزة تقدّم «خريطة الجوع»، وفق رؤية منظمة «فاو». وعلى رغم توافر الموقع عينه باللغة العربية، إلا أن خريطة الجوع عالميّاً ليست مترجمة إلى تلك اللغة. لماذا؟ مجرد سؤال. هل يستطيع العالم خفض نسبة من يعانون نقص التغذية إلى النصف بحلول العام المقبل، مع التذكير بأن ذلك الأمر يعتبر أحد أهم الاهداف الإنمائية للألفية؟ وعلى رغم إلحاح ذلك السؤال بطريقة سلبيّة تماماً (بمعنى أن بضعة شهور تفصل العالم عن تحقيق ذلك الهدف، ما يجعله شبه متعذّر)، إلا أن الأمل لا يزال قائماً. هناك تقدم يتحقّق يوميّاً على هذا الطريق، وفق تقارير منظمة ال «فاو»، التي تشير إلى استمرار الانخفاض في مستويات الجوع عالميّاً. وقبل أسابيع قليلة، صدر تقرير متفائل عن المنظمة، يشير إلى تحسّن مردود المحاصيل الغذائيّة في السنة الجارية. أخبار جيّدة! في المقابل، تؤكّد أرقام المنظمّة عينها وجود 805 مليون شخص يعانون من نقص التغذية المزمن، ما يثير قلقاً كبيراً. هل تستطيع الزِراعة الأُسريّة أن تحلّ مشكلة الجوع عالميّاً، وفق التفاؤل الذي ترسمه ال«فاو»، إضافة إلى الجرعة الإيجابيّة معنويّاً التي قدّمتها الأممالمتحدة باختيارها عام 2014 بوصفها سنة مكرّسة للزِراعة الأُسريّة؟ الأرجح أن الأمر يحتاج إلى مزيد من الالتزام سياسيّاً وتوفير تمويل ملائم، وصوغ تشريعات مناسبة، ورسم سياسات اقتصاديّة واجتماعيّة وبيئيّة واسعة الأفق، وتوفير إمكانات علميّة وتكنولوجيّة، إضافة إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مكافحة الجوع وحماية البيئة. وتشير تقارير ال«فاو» إلى أن 25 دولة استطاعت فعليّاً خفض أعداد الجوعى إلى النصف، بين عامي 1990 و2014. وتشمل قائمة تلك الدول بلداناً عربيّة كمصر والإمارات والسعودية ولبنان وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا والأردن.