أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية اعتقال أذريَّين اتهمتهما ب «إقامة علاقات غير عادية»، فيما حذر وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي «أيدٍ خفية وعلنية» بمحاولة «المسّ» بالعلاقات بين طهران وباكو. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن السفير الإيراني لدى أذربيجان محسن باك آئين إن الشخصين اعتُقلا لاتهامهما ب «علاقات غير عادية»، مشيراً إلى انهما «جاءا إلى بلادنا بوصفهما سائحين». وأضاف أن «أجهزة الأمن ستبدأ التحقيقات معهما قريباً»،لافتاً إلى أن طهران «سترسل نتائج التحقيقات إلى قنصل عام أذربيجان في مدينة تبريز الإيرانية». وانتقد باك آئين «قيام جهات في البلدين بمناقشة مسائل في وسائل الإعلام»، معتبراً أن «هذه الممارسات لا تندرج في إطار العلاقات الثنائية بين البلدين ولا يمكنها المسّ بها». في السياق ذاته، شدد وحيدي على أن سياسة طهران «مبدئية مبنية على إرساء دعائم الصداقة وتعزيز التعاون مع دول الجوار»، محذراً من «أيدٍ خفية وعلنية تسعى إلى المسّ بعلاقات ايران مع دول الجوار، بينها أذربيجان، لكن محاولاتها ستفشل، في ضوء الأواصر الراسخة بين ايران ودول الجوار». يأتي ذلك وسط توتر بين طهران وباكو، إذ أعلن نائب إيراني في نيسان (أبريل) الماضي، أن زملاء له يعدّون مشروع قانون لمراجعة معاهدة «تركمنجاي» المبرمة عام 1828 بين روسيا القيصرية وبلاد فارس خلال حكم القاجار، وإعادة ضم أذربيجان إلى إيران. وكانت صحيفة «كيهان» المحافظة أوردت أن على إيران التدخل ل «إنقاذ» سكان أذربيجان، من خلال طرح اقتراح على قادتها بتنظيم استفتاء حول «الوحدة» مع ايران. واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية سفير أذربيجان في طهران جوانشير أخوندوف، وسلّمته احتجاجاً «شديد اللهجة» على تنظيم «جبهة التحرير الوطني لأذربيجان الجنوبية» الانفصالية، مؤتمراً في باكو أخيراً «طُرحت خلاله مزاعم تمسّ سيادة ايران». ويشير الانفصاليون الأذريون إلى محافظتي أذربيجان الشرقية وأذربيجان الغربية في ايران، بوصفهما «أذربيجان الجنوبية»، ملمحين بذلك إلى وجوب «تحريرهما». وربع سكان ايران من الأقلية الأذرية. في غضون ذلك، شدد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال زيارته محافظة أذربيجان الغربية، شمال غربي إيران، على أن بلاده ستتغلّب «خلال أربعة أشهر»، على العقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي، و «ستحبط مؤامرات الأعداء». على صعيد آخر، أعلن قائد القوات البرية في الجيش الإيراني الجنرال أحمد رضا بوردستان أن بلاده تملك أحد «أهم وأضخم مراكز التدريب» على سلاح الجو في المنطقة، مؤكداً استعدادها ل «استقبال طلاب دول مجاورة وصديقة للتدرّب على الطيران واجتياز دورات تخصصية في هذا المجال».