انتقد رجال دين في محافظة ديالى تجاوز التنظيمات المسلحة «التعاليم الإسلامية المقدسة»، من خلال إفتاء تنظيم «القاعدة» بقتل عناصر «الصحوة» في مقابل دخول القتلة «الجنة بلا حساب»، فيما طالبت العشائر العربية في المحافظة بإخراج قوات الجيش من قضاء الحويجة الذي يشهد توتراً منذ اقتحام ساحة الاعتصام قبل أسبوعين ما أدى إلى مقتل وإصابة 180 شخصاً. وأعلن الشيخ سعدون العبيدي، أحد أبرز شيوخ قبيلة العبيد، خلال مؤتمر للعشائر العربية في كركوك أن: «عشائر الجبور والعبيد والبو حمدان وشمر وطي والعزة والسادة والحديديين وكل العشائر المؤتلفة، اتفقت في مقر اللجان الشعبية في كركوك عقب الأحداث الدموية في الحويجة على المطالبة بإخراج قوات دجلة من القضاء للحيلولة دون وقوع فتنة ومصادمات مع المعتصمين بعد إعدامها أبناءنا وزج آخرين في المعتقلات من دون جرم، فضلاً عن إهانة هذه القوات كرامة وهيبة العشائر في القضاء». وحذر العبيدي من «عدم تنفيذ قيادة هذه القوات المطالب كون العشائر ستلجأ إلى خيارات أخرى لا يمكن توقع نتائجها». ودعا «قوات الشرطة المحلية إلى تولي الملف الأمني في القضاء». وكان عرب كركوك أيدوا خلال الشهور الماضية تشكيل عمليات دجلة وانتشارها في المحافظة، فيما رفض الأكراد تلك القوات ووصلت حدة المواقف إلى المواجهة المباشرة في بلدة طوزخرماتو. ويشهد قضاء الحويجة (جنوب غربي محافظة كركوك) توتراً منذ اقتحام قوات دجلة ساحة الاعتصام على خلفية مقتل جندي رفض المعتصمون تسليم الجناة. إلى ذلك، دعت «القائمة العراقية»، بزعامة أياد علاوي إلى ربط محافظة كركوك ببغداد «بغض النظر عن خلفية الحاكم الطائفية أو المذهبية. وأوضح النائب عن المحافظة عمر الجبوري في تصريح إلى «الحياة» أن «مصلحة عرب كركوك تحتم عليهم الدعوة إلى الارتباط ببغداد للحيلولة دون نشوب خلافات على الحدود في حال إعلانها إقليماً». وأضاف أن «التحديات السياسية والأمنية التي يواجهها المكون العربي غاية في الخطورة إن لم نحسن التعامل معها بحس وطني عال، وقد نخسر الكثير وفي المقدمة هويتنا الوطنية». من جهة أخرى، انتقد رجال دين وخطباء مساجد في محافظة ديالى «تحريف رجال الإفتاء في التنظيمات المسلحة الموالية للقاعدة الشريعة الإسلامية على خلفية الإفتاء بقتل عناصر الصحوات مقابل دخول المنفذين الجنة من دون حساب». وأوضح رجل الدين السني الشيخ عساف الدليمي في تصريح إلى «الحياة» أن «الدعوة تعتبر انتهاكاً لوصايا وأحاديث الرسول في ما يتعلق بحرمة دم وعرض ومال المسلم». وأشار إلى أن «العلماء ورجال الإفتاء لا يفتون بالقتل»، داعياً: هؤلاء إلى «الاقتداء بسيرة الخلفاء ورجال الإفتاء الذين حرموا قتل المسلم وإباحة ماله وعرضه». وكانت قوات «الصحوة» في محافظة ديالى، دعت عناصرها إلى توخي الحذر إثر حصولها على نسخة من فتوى أصدرها تنظيم «القاعدة» تؤكد لعناصرها «دخول الجنة من دون حساب»، في حال قتلوا أياً من عناصر «الصحوة».