فيما ينشغل شبان بتوزيع وجبات الإفطار على الصائمين، بالقرب من إشارات المرور الضوئية، يراقب السائقون علب الإفطار والمتسولين في الوقت ذاته. ويجد المتسولون في شهر رمضان في نية الحصول على أجر مضاعف للصدقة من جانب الصائمين، فرصة لتكثيف وجودهم أمام المساجد وعند إشارات المرور، أو في الأسواق، وبخاصة الشعبية منها. وتشكل النساء النسبة الكبرى بين المتسولين، سواء منهن السعوديات، أو الأجانب، بحسب مدير مكتب المتابعة الاجتماعية في الدمام عيسى القحطاني، الذي أبان أن «الأطفال والرجال يشكلون نسبة قليلة مقارنة في النساء». وقال: «إن الأشهر الثلاثة الماضية، شهدت تحويل عدد قليل من المتسولين السعوديين إلى مكتب المتابعة الاجتماعية في الدمام». ويتولى عملية القبض على المتسولين، الجهات الأمنية من الشرطة أو من طريق إدارة الوافدين. وتعمل الجهات الأمنية على مكافحة التسول منذ نحو عامين، وتحيل المتسولين السعوديين إلى المكتب. ويقتصر عمل مكتب المتابعة فيما يتعلق بالسعوديين على «درس حالهم وتقويمها، وفي حال كان المتسول قادراً على العمل، يحال إلى مكتب العمل والعمال، والذي يتكلف بالبحث عن عمل مناسب له. أما إذا كان غير قادر على العمل، فيحال إلى مكتب الضمان الاجتماعي، أو إلى إحدى جمعيات البر الخيرية، لدرس وضعه، ومساعدته في أسرع وقت ممكن». وعملت «إدارة مكافحة التسول»، قبل تحويل أسمها إلى «مكتب المتابعة الاجتماعية»، على «تحقيق أسس التوجيه والإصلاح للمتسولين السعوديين، من خلال توجيه ذوي العاهات والعجزة إلى دور الرعاية الاجتماعية، والاستفادة من خدماتها، ويحال المرضى إلى المستشفيات المتخصصة، وتصرف إلى المحتاجين منهم، مساعدات مالية من الضمان الاجتماعي، أو الجمعيات الخيرية. ويحال الصغار والأيتام إلى دور التربية، والتي توفر لهم الإقامة والتنشئة الاجتماعية». وأشار القحطاني إلى أن الشهرين الماضيين «لم يشهدا القبض على متسولين كثر، وإنما أعداد قليلة جداً منهم»، مؤكداً أن «المتسولين الأجانب يفوقون في عددهم السعوديين بنسبة 85 في المئة، وبخاصة المقبوض عليهم»، موضحاً أن «المتسول غير السعودي لا يحال إلى مكتب المتابعة الاجتماعية». وأشارت إحصاءات، وزارة الشؤون الاجتماعية، إلى أن «نسبة المتسولين المقبوض عليهم من الأجانب عالية، وتتراوح بين 78 و87 في المئة، فيما تتراوح نسبة السعوديين، بين 13 و21 في المئة». وتبين الإحصاءات نسب المتسولين في السنوات الثماني الماضية، وركزت على أن «زيادة أعدادهم ناتج عن استغلالهم التكافل والبر والرحمة في استدرار العطف». واعتبرت الإحصاءات شهر رمضان «موسماً لزيادة التسول، إضافة إلى أن صور التسول وأشكاله تزداد في مواسم الحج والعمرة، وتنتشر في المناطق، التي يرتادها الزائرون، وبخاصة الأماكن المقدسة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة».