يسدل الستار مساء اليوم على آخر فصول منافسات بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، ويكشف عن هوية البطل الجديد عندما يلتقي الهلال والاتحاد في النهائي الكبير على استاد الملك فهد الدولي في الرياض، وجاء تأهل الفريقين من أصعب الطرق، فالهلال عبر منافسه التقليدي النصر بالفوز في الذهاب بخمسة أهداف في مقابل ثلاثة أهداف وتعادل معه إياباً بهدف لمثله، فيما أقصى الاتحاد الشباب حامل لقب النسختين السابقتين بالتغلب عليه ذهاباً بهدفين نظيفين وإياباً بهدفين لهدف. كلا الفريقين لم يحظ بشرف تحقيق كأس البطولة الجديدة اذ ظفر الشباب بالنسختين الأولى والثانية على حساب الاتحاد، في الوقت الذي يصل الهلال للنهائي للمرة الأولى، ما يعني أن هناك بطلاً جديداً سيقيد في سجلات البطولة، والهلال والاتحاد من الفرق الثقيلة جداً التي لا تقبل بالابتعاد عن لقب أية بطولة، لذا سيكون الصراع حامي الوطيس بين تطلعات الأزرق لتأكيد علو كعبه هذا الموسم في البطولات المحلية بعد أن حقق لقب الدوري وأتبعه بكأس ولي العهد قبل أن يخسر كأس الأمير فيصل بن فهد لمصلحة الشباب، فيما يحاول الاتحاد جاهداً كسر عناد البطولة بعدما فشل في تحقيق لقبها على رغم بلوغه للنهائي مرتين متتاليتين. مواجهات الهلال والاتحاد تجاوزت اهتمامات جماهيرهما وباتت محط أنظار كل الجماهير، والشارع الرياضي يتطلع إلى إقامة الكلاسيكو من انطلاق أول مباريات الموسم، لما يضمه الفريقان من نجوم من الوزن الثقيل جداً، وتبدو الكفتان متكافئتين إلى ابعد الحدود في موقعة الليلة، بعدما استعاد الاتحاد عافيته الفنية في الآونة الأخيرة، وتواجه الفريقان هذا الموسم مرتين في منافسات الدوري كسب الهلال الأولى بخماسية نظيفة وخسر الثانية بهدفين في مقابل هدف، وقلما تخلو مواجهاتهما من الإثارة والندية وأيضاً الأهداف والحضور الجماهيري الكثيف الذي أصبح العنوان الأبرز للقاء الأزرق بالأصفر. الهلال كان الأوفر حظاً هذا الموسم بتحقيق البطولات المحلية وأيضاً تفوق بالأدوار التمهيدية في دوري أبطال آسيا ما يجعل الحمل كبيراً لمواصلة الحضور القوي واختتام الموسم المحلي بالبطولة الأغلى، ومدربه البلجيكي غيريتس ذكي جداً ويتعامل بمثالية مع كل مباراة على حدة ويوزع مجهودات لاعبيه على جميع المباريات والبطولات يساعده في ذلك وفرة النجوم، وان كان يستند في مثل هذا المواجهات على ثلاثي الخطورة السويدي ويلهامسون والبرازيلي نيفيز وياسر القحطاني في المخططات الهجومية إلى جانب ظهير الجنب الكوري الجنوبي لي يونغ، ويواجه غيريتس مأزقاً حقيقياً في إيجاد بديل الروماني رادوي الموقوف في ظل إصابة عمر الغامدي ومعاقبة خالد عزيز من الجهاز الفني لغيابه عن تدريبات سابقة، ومن المنتظر أن يضطر المدرب للاستعانة بالأخير، وان كانت الجماهير الهلال تخشى من أخطائه الفادحة في المواجهات الحاسمة كخشيتها من هفوات الحارس حسن العتيبي وتكرار خروجه الخاطئ في المباريات الأخيرة. وعلى الضفة الأخرى يمني الاتحاد النفس بتعويض اخفاقات الموسم بالبطولة الأغلى ومدربه الأرجنتيني أنزور هيكتور لديه الخبرة العريضة في نهائيات هذه البطولة اذ قاد فريق الشباب إلى تحقيق اللقب في البطولتين السابقتين، كما أن أجندته تضم أسماء كبيرة جداً ولا تعاني من أية غيابات، ولا يمكن التحدث عن تواضع أي من خطوط الفريق، فالأصفر يعيش أفضل أحواله الفنية هذا الموسم، ويعتمد هيكتور في المقام الأول على تحركات محمد نور وهو ما اعتاد علية كل المدربين الذي تعاقبوا على تدريب «العميد» لما يمتلك نور من قدرات هائلة، كما أن سعود كريري وأحمد حديد لهما أدوار بالغة الأهمية لتشكيل سد منيع أمام مناطق الخطر الاتحادية، ويتحرك مناف أبو شقير وسلطان النمري خلف المهاجم الخطر جداً الجزائري عبدالملك زياية فهو صاحب لمسة أخيرة نادراً ما تخطئ طريق المرمى، ويفضل المدرب الاتحادي الاحتفاظ بالمغربي هشام أبو شروان ونايف هزازي والتونسي أمين الشرميطي كأوراق هجومية رابحة للاستفادة منها في الحصة الثانية في حال تعثر الحلول الهجومية في الجزء الأول من المباراة.