فيما يدخل لبنان بدءاً من اليوم عطلة أعياد الفصح المجيد عند الطوائف المسيحية الشرقية، يتوقع أن تخضع الاتصالات من أجل تأليف الحكومة الجديدة لمرحلة جمود على أن تستأنف بدءاً من الثلثاء المقبل، وسط توقعات بأن يبلور رئيس الحكومة المكلف تمام سلام خلال الأسبوع المقبل الخيارات التي سيلجأ إليها في حال لم يحصل على أجوبة واضحة من فريق 8 آذار على الصيغ التي طرحها لشكل الحكومة العتيدة والتي تستبعد حصول أي من الفرقاء على الثلث المعطل، مقابل مطالبة 8 آذار بالثلث زائداً واحداً أي 9 وزراء من أصل 24 وزيراً. وأكدت مصادر متعددة، سياسية ورسمية وأخرى مقربة من سلام أنه سيكون له موقف قبل منتصف الشهر الجاري لأنه متمسك بموقفه عدم إخضاع تأليف الحكومة للإطالة والتأجيل أكثر من ذلك، خصوصاً أنه أخذ على نفسه عدم تكرار تجربة أسلافه بأن يستغرق تأليف الحكومة أشهراً. وكان سلام صرح مراراً بأنه يمكن أن يلجأ الى الاعتذار عن عدم مواصلة مهمته في حال تبيّن له أن هناك عرقلة لتأليف الحكومة. وفي انتظار اتضاح ما سيحمله الأسبوع المقبل من مستجدات على هذا الصعيد فإن مصادر قوى 8 آذار كانت سربت بأنها تنتظر جواباً من سلام يوفق بين مطلبها الحصول على 9 وزراء وبين اقتراحه حصولها على 8 وزراء أسوة بقوى 14 آذار والكتلة الوسطية المؤلفة منه ومن وزراء رئيس الجمهورية ميشال سليمان وجنبلاط، فيما أكدت مصادر سلام أنه هو الذي ينتظر جواباً من قوى 8 آذار على اقتراحه بنتيجة اجتماعه مع ممثليها يوم الثلثاء الماضي. وكان سلام كلّف تأليف الحكومة في 6 نيسان (ابريل) الماضي. ورجحت مصادر قوى 8 آذار ألا يحصل تواصل مع سلام إلا بعد عطلة الأعياد، أي بعد الاثنين المقبل، فيما غادر الرئيس سليمان الى الفاتيكان لتهنئة البابا فرنسيس، على أن يمضي العطلة في الخارج ويعود الاثنين. ويساند سليمان، وفق مصادر متابعة، سلام في رفضه منح الثلث المعطل لأي فريق وكذلك النائب جنبلاط، بينما تقول مصادر قوى 8 آذار: «ما الذي يضمن ألا يغير جنبلاط موقفه لاحقاً وينضم الى قوى 14 آذار فتحصل بذلك على الثلث المعطل في الحكومة؟». كما تتضامن قوى 8 آذار مع إصرار رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون على رفض المداورة بين الطوائف والمذاهب في الحقائب الوزارية، أو على استثناء حقيبتي الطاقة والاتصالات منها بحيث تبقيان في حوزة وزيرين يسميهما هو. وفي موازاة ذلك، أعلن وزير الداخلية مروان شربل أنه ينتظر تسلم لوائح بأسماء نساء سوريات محتجزات في السجون السورية يطالب خاطفو اللبنانيين التسعة في إعزاز في منطقة حلب، بالإفراج عنهم مقابل الإفراج عن اللبنانيين. وكان المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم زار تركيا في اليومين الماضيين والتقى مسؤولين أتراكاً. وأفادت المعلومات بأن الاتصالات مع الخاطفين أفضت الى مطالبتهم بأن يتم الإفراج عن النسوة السجينات في سورية للإفراج عن اللبنانيين التسعة. وواصل أهالي المخطوفين اللبنانيين اعتصامهم أمام المركز الثقافي التركي أمس. وعلى صعيد تداعيات الأزمة السورية على لبنان، أدت الاشتباكات في منطقة جوسية، على الأراضي السورية بين المعارضين وقوات النظام، بمحاذاة الحدود مع البقاع الشمالي الى وقوع إصابات في صفوف الكثير من السوريين، ما أدى الى إدخال 10 جرحى عبر سيارات إسعاف تابعة للصليب الأحمر، الى مستشفيات شتورا والبقاع الغربي تم نقلهم من بلدة عرسال. وقالت مصادر أمنية مساء أمس، إن قوة من الجيش النظامي السوري قوامها 80 عنصراً وضابط دخلت بآلياتها منطقة الجورة في مشاريع القاع اللبنانية القريبة من جوسية السورية وعمدت الى تفتيش منازل هناك وإحراق بعضها، ما أدى الى حركة نزوح بين أهالي الجورة. وكانت لجان التنسيق السورية التابعة للمعارضة أعلنت أن «حزب الله» يحاول اقتحام بلدة جوسية وإن مقاتلي الحزب وصلوا الى منطقة ريف حمص عبر قرى في محيط بلدة القصير. من جهة ثانية، تمكنت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي من توقيف المطلوب حسين الحجيري المتهم الرئيسي باختطاف السياح الأستونيين قبل أكثر من سنة ونصف السنة، فضلاً عن ترؤسه عصابة خطف مقابل طلب فدية.