«آلوه... نعم، افتحوا جهاز التلفاز على القناة السعودية الأولى، ثم اخبروني إذ تم إعلان القناة عن أن يوم غد أول أيام رمضان... بعد لحظة من الوقت قال: حسناً سأقوم بشراء حاجات رمضان...»، انتهى النص... نعم بهذه الكلمات أنهى صاحبنا المواطن مكالمته الهاتفية عبر الجوال وهو يهم بدخول احد المحال التجارية في مدينة جده العام الماضي، وبالتحديد قبل ليلة رمضان من العام 1429. بهذه العبارة أبداً مقالي هذا وكلي أمل في أن يعيد الناس ترتيب حساباتهم وينظموا صفوفهم لا للقتال بل للتعايش الجميل والصحيح، وأن يدركوا بأن النظام هو أساس التعامل والذوق الراقي في هذه الحياة، خصوصاً بعد أن اختلط الحابل بالنابل من كثرة الزحام، وما أدراك ما الزحام الذي على الطرقات العامة، فما بالك في وسط الأسواق التي تكتظ بالناس والزائرين، ناهيك عن أن عطلة المدارس في هذا الشهر الفضيل، إضافة إلى تسكع شريحة كبيرة من الشباب في الشوارع. نعود إلى الوراء قليلاً نجد أن المواطن الذي ينتظر حتى حلول رمضان كي يتبضع، أود أن أقول له: لماذا لا تتسوق قبل حلول المناسبة بشهر أو بأسبوعين أو عشرة أيام أو حتى أسبوع على اقل تقدير؟ بإمكانك التسوق وقضاء حاجاتك قبل قدوم هذه المناسبة السعيدة التي تأتي كل سنة مرة واحدة قبلها بشهرين على اقل تقدير لتنال فوائد كثيرة منها: أولاً: عندما تريد التسوق لحاجات الشهر الكريم ستجد موقفاً لسيارتك بكل يسر وسهولة، إذ سيكون الوضع اقل ازدحاماً مقارنة بحلول الموسم. ثانياً: أن معظم المواد الغذائية تنتهي مدة صلاحيتها بعد ستة أشهر من تاريخ الإنتاج هذا على اقل تقدير، أما باقي المستلزمات الضرورية مثل الخبز واللبن والفول والعصير فهذه أمور ثانوية وأمرها هيّن، كما أن إحضارها في أي وقت ومن اقرب مكان. ثالثاً: بالنسبة لمناسبات الأعياد كلنا ندرك أن بعد رمضان سيحل عيد الفطر السعيد، وكذلك العاشر من شهر ذي الحجة هو عيد الأضحى المبارك، إذاً لماذا ننتظر لحين حلول وقت المناسبة، خصوصاً أن مواعيد رمضان والأعياد معروفة. إذاً لماذا الانتظار؟ ألا تعلمون بأنه كلما ذهبتم للتسوق قبل حلول المناسبة بوقت كافٍ ستستفيدون أكثر! أولاً: الاستفادة من وجود مواقف لسيارتك كما ذكرت سابقاً. ثانياً: تجد السلعة التي تريدها وربما الأفضل منها. ثالثاً: تجد السعر المناسب قبل أن يشتعل ناراً، خصوصاً بداية العشر الأواخر من الشهر الكريم بالذات. رابعاً: محال الخياطة، هل يوجد تاريخ انتهاء على الثوب أو الفستان أو القميص أو التي شيرت أو أي قطعة مخيطة سواءً كانت جاهزة أو تفصيلاً، فلتذهب إلى محال الخياطة قبل ستة أشهر على الأقل لكي تبتاع ثياباً لك ولأولادك، بدلاً من تكبد الخروج في وسط الزحام الذي لا يرحم أحداً، وربما تعود إلى الخياط نفسه لتعديل بعض الملابس التي قمت بتفصيلها عنده، إذ قد يصبح بعضها ضيقاً أو واسعاً، أو قصيراً أو طويلاً. خامساً: صالونات الحلاقة، كما يقول المصريون «موال ثاني» لشعبيتها الجارفة، إذ يستمر العمل في تلك الصوالين حتى ساعات الصباح الأولى لتأثيرها الواضح على بعض الشباب الذين يلهثون خلف الموضة، وكل ما هو جديد على المستوى العالمي، فهذا يريد أن يقص شعره مثل «قَصة الأرنب»، وآخر يريد «قَصة الديك»، وثالثٌ يقلد نجم ريال مدريد الاسباني، وغيرهم كثيرون ممن يهرولون خلف تلك التفاهات، فبعضهم يقوم باستعراض عضلاته الهيدروليكية، إن صح التعبير، أمام الناس لكي يرونه! إني أرى أن نستخدم عقولنا ونميز الأمور ما يصلح منها وما لا يصلح ونسير على برنامج معد مسبقاً، بدلاً من الانتظار لحين الإعلان عن حلول المناسبة السعيدة التي قد ينتج من خلالها لا سمح الله حادثة تصادم، أو مشاجرة عنيفة تدخل أحدكم المستشفى والآخر يدخل التوقيف إلى ما بعد الانتهاء من تلك المناسبة لينظر في أمره. وكل عام وأنتم بخير،،،،