أعلنت السلطات الأمنية في محافظة ديالى (شرق بغداد)، بدء عملية واسعة في ناحية العظيم (شمال شرقي بعقوبة)، بعد تلقيها معلومات عن وجود مجموعات مسلحة موالية لنائب الرئيس في النظام السابق عزت الدوري، فيما نفت الإدارة المحلية ما أشيع عن سيطرة مسلحين على أجزاء من الناحية. وتعد الأجهزة الأمنية ناحية العظيم القريبة من جبال حمرين أبرز معاقل التنظيمات المسلحة الموالية لتنظيم «القاعدة». وقال الناطق باسم قيادة عمليات دجلة المقدم غالب عطية الكرخي ل «الحياة» إن «قطعات من قوات الجيش بدأت حملة تمشيط واسعة للبحث عن معاقل المجموعات المسلحة بعد شن هجمات على مقاه شعبية ومساجد أدت إلى مقتل إمام جامع سني في ناحية بهرز». وأكد مصدر أمني في قضاء الخالص (شمال بعقوبة) ل «الحياة» معلومات عن وجود تجمعات وتحركات للعناصر المسلحة في منطقة الصفرة في ناحية العظيم. وأضاف أن هذه الجماعات «تنوي شن هجمات على تجمعات الجيش والسيطرات الأمنية». إلى ذلك، نفى العضو في مجلس قضاء العظيم عبد الكريم الراوي «انفلات الأوضاع الأمنية في الناحية». وقال إن «ما أشيع عن سيطرة مسلحين ينتمون إلى تنظيم النقشبندية على أجزاء من العظيم عارية عن الصحة ومجرد معلومات تهدف إلى إرباك وإرهاب الأهالي لإثارة فوضى». وكانت الأجهزة الأمنية شنت حملة أطلقت عليها اسم «عمليات بشائر الخير» للبحث عن الدوري، ومسلحي تنظيم «دولة العراق الإسلامية» الذي أعلن ديالى ولاية إسلامية للتنظيم. وتشهد محافظة ديالى منذ أربعة شهور سلسلة احتجاجات مناهضة لسياسات رئيس الحكومة نوري المالكي تزامناً مع اعتصامات ينفذها الآلاف من الأهالي في محافظات نينوى والأنبار وكركوك. من جهة أخرى، قطعت الأجهزة الأمنية الطرق المؤدية إلى المباني الأمنية في بعقوبة بعد تلقيها معلومات عن مخطط للسيطرة على مبنى الشرطة الاتحادية وأسر ضباط للمطالبة بإطلاق قادة في»القاعدة». وأكد مصدر مسؤول في مكتب مكافحة الإرهاب، طلب عدم ذكر اسمه، ل «الحياة» أن «المعلومات تؤكد وجود مخطط لشن هجمات انتحارية تمهيداً لاقتحام مسلحين المبنى الأمني والسيطرة عليه في موازاة هجمات أخرى ضد مبان ومساجد لإشغال القوات الأمنية وتسهيل السيطرة على المبنى». وكان مسلحون وانتحارية فجروا أحزمة ناسفة في مبنى مجلس المحافظة في نيسان (أبريل) 2001 مستهدفين أسر مسؤولين لمقايضتهم بقادة في تنظيم «القاعدة»، أبرزهم أبو عمر الجلالي الذي يتولى قيادة أكبر مجموعة انتحارية في بعقوبة.