دخل العام الجديد أسبوعه الرابع، وتخلل ذلك إجازة عيد الأضحى المبارك، ومع ذلك ما زالت بعض المدارس تفتقر إلى معلمين في تخصصات عدة، وهو ما زاد من توتر أولياء الأمور على مستقبل أولادهم، ودفعهم إلى مطالبة «تعليم الرياض» بسرعة معالجة النقص. وأوضح عدد من المعلمين التربويين ل«الحياة» أن النقص في عدد المعلمين شوه تنظيم العام الدراسي، بخاصة في أحياء قرطبة والمونسية والرمال والقادسية واليرموك. ويؤكد المعلم فارس العتيبي أن سبب عدم توافر معلمين، يعود إلى تكليفهم إلى مدارس جديدة في بعض الأحياء، متسائلاً: «كيف يتم تكليف معلمين من مدرستنا إلى مدارس أخرى، ونحن في أمسّ الحاجة إليهم؟». ويكشف العتيبي أن خمسة معلمين جرى تكليفهم في مدارس أخرى، وهو ما تسبب في إرباك العملية التعليمية في المدرسة التي يعمل فيها، مضيفاً: «هناك فصول لم يتعلموا حتى الآن بسبب عدم وجود معلم، إذ إن عدد الطلاب في المدرسة يتجاوز 1200 طالب». ويلفت إلى أن لديهم شكاوى عدة من أولياء الأمور يطالبون بوجود معلمين لأبنائهم، مشيراً إلى عدم تجاوب المسؤولين في مكتب تربية قرطبة. وعلمت «الحياة» أن أربع مدارس في حي قرطبة والمونسية والرمال والقادسية واليرموك تعاني من نقص حاد في المعلمين، وأن إداراتها رفعت حاجتها من المعلمين إلى مكتب الإشراف التابعة لها، ولكن من دون تحقيق نتائج. وأوضح معلم في إحدى مدارس شرق الرياض (فضل عدم ذكر اسمه) أن زيادة الضغط على المعلم نفسياً واجتماعياً يسهم في تدني مستوى الطالب. ويتابع: «تحضر لجان لحل مشكلة النقص، إلا أنهم يخرجون من الاجتماعات من دون وجود أية حلول، إضافة إلى عدم تأمين وسائل تعليمية للطلاب». فيما لفت غزاي المطيري، وهو أحد أولياء الأمور، إلى أن المدرسة التي يدرس فيها ابنه بلا معلمين، مستغرباً من استمرار هذا الوضع في ظل الموازنة الضخمة المخصصة لوزارة التربية والتعليم. وأضاف: «هناك تكدس في الفصول، إذ يجلس 50 طالباً في كل فصل، وكنا سابقاً نطالب بزيادة المعلمين وتوفير بيئة سليمة للدراسة، أما الآن فقد انخفض سقف الطموحات والمطالبات، ولم نعد نريد سوى توفير المعلمين بصرف النظر عن عدد الطلاب في كل فصل». وأشار المطيري إلى أنه ومجموعة من أولياء الأمور تقدموا بمطالبات إلى مدير المدرسة لتوفير معلمين، إلا أن المسؤولين في تلك المدارس أكدوا أنهم سيرفعون شكواهم إلى المسؤولين في مكتب التربية والتعليم في قرطبة. ويعاني أولياء الأمور من النقص الكبير، سواء في مدارس البنين أم البنات، على رغم وجود مبانٍ مدرسية جاهزة. وتواصلت «الحياة» مع مدير الإعلام التربوي في إدارة التربية والتعليم في منطقة الرياض علي الغامدي للاستفسار عن حقيقة النقص، والذي أكد أنه لم تصله أية معلومات حتى الآن.