ارتفعت حدة الصراع على منصب رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ومقعد المكتب التنفيذي الآسيوي في «فيفا» وسط تغطية إعلامية واسعة، بلغت حد شراء حقوق النقل الفضائي للجمعية العمومية بمبلغ 120 ألف دولار أميركي من 3 قنوات خليجية. ويبدو أن رئيس الاتحاد الأوروبي ميشال بلاتيني الذي يحضر الانتخابات لاحظ ذلك، إذ قال ل«الحياة» في معرض تعليقه على سيرها: «رئيس الاتحاد الآسيوي المقبل أمامه مهمات كبيرة جداً، أكبر من الإجابة عن تساؤلات الصحافيين». وسيطرت المنافسة بين الأطراف العربية على محور الاهتمامات، إذ شهدت المراحل الأخيرة من السباق حدة على صعيد الصراع بين البحريني سلمان آل خليفة والإماراتي يوسف السركال، خصوصاً في ظل اجتماع اتحاد شرق آسيا الذي أعلن دعمه لآل خليفة ليمنحه 9 أصوات مضمونة. وكانت اتهامات الفساد وتدخّل المجلس الأولمبي الآسيوي أبرز المثالب التي تردد صداها بين الأرجاء الآسيوية، ما حدا ببلاتيني إلى الرد متهكماً عن سؤال عن رأيه في تهم شراء الأصوات، بقوله: ««لست أعرف إذا كان الأمر مسموحاً به في الاتحاد الآسيوي، لكنه ليس كذلك في الاتحاد الأوروبي». واضاف: «هذه ليست كرة قدم، شراء الأصوات عمل غير مشروع وغير صحيح». وسيكمل الفائز بمنصب رئيس الاتحاد الآسيوي في الجمعية العمومية غير العادية للاتحاد، التي تنعقد اليوم (الخميس) في كوالامبور، الولاية الحالية التي تنتهي عام 2015، لشغور المنصب إثر إيقاف الرئيس السابق القطري محمد بن همام مدى الحياة بسبب تهم تتعلق بالفساد، قبل أن يعلن الأخير اعتزاله العمل الرياضي. ويعد سلمان آل خليفة ويوسف السركال أصحاب الحظوظ الأبرز في ظل العمل الانتخابي الواسع الذي قاما به في الأيام القليلة الماضية، مع منافسة قائمة من التايلاندي وراوي ماكودي، بينما انسحب السعودي حافظ المدلج من الصراع الانتخابي أمس. وبحسب نظام الانتخابات، فإنه يتعيّن على المرشح الحصول على ثلثي عدد الأصوات في الجولة الأولى من التصويت لكي يعلن رئيساً للاتحاد الآسيوي، وإذا لم يجمع أي من المرشحين هذا العدد من الأصوات يتم اللجوء إلى جولة ثانية يخرج منها المرشح الذي ينال أدنى نسبة من الأصوات. وفي الجولة الثانية يفوز بالرئاسة المرشح الذي ينال الغالبية البسيطة في حال بقي مرشحان فقط، أما إذا كان عدد المرشحين أكثر من اثنين فيستبعد أيضاً الذي ينال أقل عدد من الأصوات، وتستمر عملية التصويت بين المرشحين المتبقين في جولة ثالثة تحسم بالغالبية المطلقة أيضاً. ويتعامل بلاتر مع الانتخابات الآسيوية بحذر شديد هذه المرة، فهو يعرف المرشحين الأربعة وإن بدرجات متفاوتة، لكنه أعلن أنه لا يدعم مرشحاً بعينه، وأنه على الحياد. وأياً تكن النتيجة فإن الرئيس الجديد يواجه مهمة صعبة لإعادة لم شمل الأسرة الآسيوية التي تشرذمت كثيراً في الأعوام الماضية. وكانت هذه المسالة العنوان الرئيسي في برامج المرشحين، إذ حمل برنامج سلمان آل خليفة شعار «آسيا المتحدة»، وبرنامج السركال عنوانه «آسيا بالقلب»، حتى إن برنامج حافظ المدلج كان بشعار «حافظ على آسيا»، أما ماكودي فطالب أسرة كرة القدم الآسيوية «بضرورة التكاتف ونبذ الخلافات»، معتبراً أن الانتخابات «تسببت بشرخ كبير في العلاقة بين أعضاء الاتحاد الآسيوي».