تتّجه الأنظار إلى كوالالمبور غداً الخميس، حيث تجتمع الجمعية العمومية غير العادية للاتّحاد الآسيوي لكرة القدم لانتخاب رئيس جديد للاتّحاد القاري لتكملة الولاية الحالية التي تنتهي في 2015 لشغور المنصب إثر إبعاد الرئيس السابق القطري محمد بن همّام بسبب تهم تتعلّق بالفساد. وأوقف الاتّحاد الدولي "فيفا" بن همّام مدى الحياة في منتصف 2011 بعد اتهامه بشراء أصوات لاتّحادات في منطقة الكونكاكاف في السباق على رئاسة الفيفا ضدّ السويسري جوزيف بلاتر، لكن القطري نفى جميع الاتهامات الموجّهة إليه، ثمّ أعلن اعتزاله العمل الرياضي قبل أشهر قليلة عقب تقرير محكمة التحكيم الرياضي الذي أعلن عدم وجود أدلّة كافية لإيقافه مدى الحياة.
ويتنافس في انتخابات رئاسة الاتّحاد الآسيوي غداً الشيخ سلمان بن إبراهيم، رئيس الاتّحاد البحريني، ويوسف السركال، رئيس الاتّحاد الإماراتي، والتايلاندي واراوي ماكودي، عضو المكتب التنفيذي للفيفا، بعد إنسحاب رئيس لجنة التسويق في الاتّحاد الآسيوي السعودي حافظ المدلج.
وتشير المعطيات إلى أنّ المرشّحين الأبرز للفوز بمنصب رئيس الاتّحاد الآسيوي هما سلمان بن إبراهيم ويوسف السركال.
وفي حين تتحدّث تقارير عدّة عن أفضلية للأوّل، فإنّ المرشّح الإماراتي يعتبر أيضاً أنّ فرصته بالفوز كبيرة في حال الوصول إلى الجولة الثانية من التصويت.
ويشارك في التصويت ممثّلو اتّحادات كرة القدم في 46 دولة آسيوية، وقد يرتفع العدد إلى 47 دولة في حال وافقت الجمعية العمومية غير العادية غداً (قبيل بدء الإنتخابات) على تصويت اتّحاد بروناي.
نظام الانتخاب حسب نظام الانتخابات، فإنّه يتعيّن على المرشّح الحصول على ثلثي عدد الأصوات في الجولة الأولى من التصويت لكي يعلن رئيساً للاتّحاد، وإذا لم يجمع أيّ من المرشّحين هذا العدد من الأصوات يتمّ اللجوء إلى جولة ثانية يخرج منها المرشّح الذي ينال أدنى نسبة من الأصوات.
وفي الجولة الثانية، يفوز بالرئاسة المرشّح الذي ينال نصف عدد الأصوات زائد واحد في حال بقي مرشّحان فقط، أمّا إذا كان عدد المرشّحين أكثر من اثنين فيُستثنى أيضاً الذي ينال أقلّ عدد من الأصوات وتستمرّ عملية التصويت بين المرشّحين المتبقّيين في جولة ثالثة التي تحسم بالغالبية المطلقة أيضاً.
وتيرة حامية ارتفعت وتيرة الإنتخابات الآسيوية في الأيام الأخيرة، خصوصاً بعد انتقال المرشّحين إلى كوالالمبور وحضور ممثّلي جميع الاتّحادات الآسيوية، حيث من المتوقّع أن تكون الساعات الأخيرة التي تسبق موعد الجمعية العمومية قابلة للمتغيّرات نظراً للاجتماعات المكثّفة التي تحصل بين المرشّحين والاتّحادات الوطنية.
ومن أبرز الحاضرين لهذه الإنتخابات، رئيس الفيفا السويسري جوزيف بلاتر، والفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتّحاد الأوروبي.
ولا ينكر أحد على الإطلاق أنّ بلاتر كان لاعباً مهمّاً في انتخابات عام 2009 بين بن همّام حين كان رئيساً للاتّحاد الآسيوي، والشيخ سلمان بن إبراهيم على عضوية المكتب التنفيذي للفيفا، والتي فاز فيها القطري بصعوبة بفارق صوتين 23-21 مع ورقتين بيضاوين.
وما تزال تتردّد تدخّلات بلاتر في تلك الانتخابات حتى الآن، حيث يشير كلّ من المعسكرين إلى تدخّل بلاتر ضدّه. وزادت انتخابات 2009 التوتّر داخل أسرة كرة القدم الآسيوية، وأدّت قضيّة بن همّام ومشكلته مع الفيفا ثمّ إيقافه إلى مزيد من الضعف في أحد أكبر الاتحادات القارية في العالم، والذي شغله بالوكالة الصيني جانغ جيلونغ نحو عامين.
وتُشير أجواء الانتخابات الحالية إلى انقسام حادّ استعملت فيه في الأيام الأخيرة نفس الأسلحة تقريباً التي خبرها الجميع في انتخابات 2009، من اتّهامات بشراء الأصوات التي ترافق كلّ انتخابات وصولاً إلى تدخّل المجلس الأولمبي الآسيوي برئاسة الشيخ أحمد الفهد من دون تقديم أدلّة على ذلك، أُضيف إليها هذه المرّة عنوان لم تتّضح أهدافه باتّهام للشيخ سلمان بن إبراهيم ورد عبر موقع إلكتروني بانتهاك حقوق الإنسان عبر حبس لاعبين في التظاهرات الضخمة التي ضربت البحرين قبل أكثر من عامين.
ويتعامل بلاتر مع الانتخابات الآسيوية بحذر شديد هذه المرّة، فهو يعرف المرشّحين الثلاثة جيّداً وإن بدرجات متفاوتة، لكنّه أعلن أنّه لا يدعم مرشّحاً بعنيه وأنّه على الحياد.
وبدا بلاتيني المرشّح لخلافة بلاتر في الفيفا، أو منافسته في الانتخابات، متحفّظاً بقوله: "يجب على الرئيس الجديد للاتحاد الآسيوي أن يعمل على تطوير القارة وأن يكافح ظاهرة الفساد"، مُضيفاً: "إنّ وجود 3 مرشّحين للرئاسة ظاهرة جيّدة".
وأيّاً تكن النتيجة غداً، فإنّه تقع على عاتق الرئيس الجديد مهمّة صعبة لإعادة لمّ شمل الأسرة الآسيوية التي "تشرذمت" كثيراً في الأعوام الماضية، وكان هذا العنوان رئيسياً في برامج المرشّحين، إذ حمل برنامج الشيخ سلمان شعار "آسيا المتّحدة"، وبرنامج السركال عنوان "آسيا بالقلب"، حتى إنّ برنامج حافظ المدلج كان بشعار "حافظ على آسيا"، حتى أنّ ماكودي طالب أسرة كرة القدم الآسيوية "بضرورة التكاتف ونبذ الخلافات"، معتبراً أنّ الانتخابات "تسبّبت بشرخ كبير في العلاقة بين أعضاء الاتحاد الآسيوي".
يُضاف إلى ذلك مهمّة "تنظيف" سمعة الكرة الآسيوية من الفساد والتلاعب بنتائج المباريات عبر الرشوة والمراهنات وأمور كثيرة أخرى.