تواجه مساعي رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لترتيب «البيت الكردي» السوري عقبات تتركز في الخلافات الدائرة بين القوى الكردية السورية إزاء إدارة مناطقها الخارجة عن سيطرة النظام... ويواصل «المجلس الوطني الكردي» اجتماعاته في اربيل لإنهاء خلافاته حول آلية التعامل مع «مجلس الشعب لغرب كردستان» في تنفيذ اتفاقة اربيل. وبدأت قوى كردية سورية في «المجلس الوطني الكردي» السبت الماضي اجتماعات مكثفة في اربيل برعاية بارزاني، وسط مقاطعة الحزب «الديموقراطي التقدمي» برئاسة عبد الحميد درويش، كما اعتذر خمسة أعضاء في «مجلس الشعب لغربي كردستان» عن حضور اجتماعات «الهيئة الكردية العليا»، والذين يشكلون نصف عدد أعضائها إلى جانب أعضاء «المجلس الوطني الكردي». وقال سكرتير حزب «آزادي الكردي» عضو مكتب الامانة العامة في «المجلس الوطني الكردي» مصطفى اوسو ل «الحياة» إن «المجلس فشل في مواصلة اجتماعاته إثر بروز خلافات في الاجتماع الأخير الذي عُقد في 13 آذار (مارس) الماضي، على خلفية انتخابات هيئات للمجلس، وفيها تعثرت بعض القوى في الفوز، فيما تفوقت قوى أخرى، وهو ما قسم المجلس إلى كتلتين». ووقعت الأحزاب الكردية السورية في 22 تشرين الثاني عام 2012 اتفاقاً عرف باسم «اتفاق اربيل»، شكلت خلاله «الهيئة الكردية العليا» للإشراف على عمل المجلسين الكرديين السوريين، إلا أنها أخفقت حتى الآن في الاتفاق على نهج واستراتيجية موحدة. وتتهم أطراف في «المجلس الوطني»، «مجلس الشعب لغربي كردستان» الذي يتبنى نهج زعيم «حزب العمال الكردستاني» في تركيا، بمحاولة «الاستفراد» بالإدارة السياسية والميدانية للمناطق الكردية السورية. وعن قراءته لتصريح بارزاني خلال لقائه القوى الكردية السورية وأشار فيه الى أنه «لا يحق لأي طرف سياسي في غرب كردستان فرض نفسة بالقوة»، ذكر اوسو أن «الجهة المقصودة هي مجلس الشعب لغرب كردستان. ويرى بارزاني أن على هذا المجلس عدم فرض إرادته بالقوة في الوقت الراهن، وفي المستقبل إذا ما جرت انتخابات ديموقراطية وفاز فيها أي تجمع سياسي، حينها على كل الأطراف احترام النتائج والاعتراف بالأمر الواقع». وفي شأن التأثير الذي ستتركه القوى المقاطعة على الاجتماعات، قال اوسو إن «غيابها سيكون له تأثير سلبي وكبير على مسار المجلس الوطني، وعلى مستقبل العلاقة بين المجلسين، خصوصاً أن مجلس الشعب شريك رئيسي في اتفاق اربيل». وأضاف: «لكنني سمعت بأن مجلس الشعب لغرب كردستان بعث رسالة إلى بارزاني أكد فيها أنه ليست لديه أية إشكالات، وعلى المجلس الوطني أن يحل خلافاته الداخلية، حينها لا مانع من تعزيز التعاون بين المجلسين». وبحسب اوسو فإن «اتفاق السلام الموقع بين حزب العمال الكردستاني وانقرة، سيكون له تأثير مباشر بالسلب أو الايجاب على الوضع الكردي في سورية مستقبلاً، جراء التداخلات في الوضع الكردي السوري ومحادثات السلام في تركيا، نتيجة الثقل الذي يشكله العمال الكردستاني، خصوصاً في المناطق الحدودية بين تركيا وسورية». وخلص اوسو إلى أن «الاجتماعات لا تزال مستمرة ونحن بصدد وضع اللمسات الأخيرة في شأن النقاط الخلافية داخل المجلس الوطني، وهناك محاولات للتوصل إلى توافقات لتجاوز الخلافات والانطلاق الى مرحلة جديدة».