لم يدر في حسبانه أن رغبته الملحة مع اثنين من أصدقائه بالخروج للتنزه ومشاهدة المطر والسباحة ب«الوادي» كادت تنتهي بفاجعة مأسوية وتودي بحياتهم، بعد أن تحول الوادي إلى وحش لا يرحم وقذفت بهم مياه الأمطار والسيول إلى بطن الوادي الهائج. أحد الشبان الذين كانوا في الجوار اقترب منهم بمركبته الجيب وطلب منهم الصعود إلى أعلى المركبة التي طمرتها المياه لاحقاً وتسببت في إتلافها، واحتجزوا جميعاً لأكثر من أربع ساعات حتى تدخلت فرق الدفاع المدني في وقت «متأخر» لإسعافهم. يقول بسام الهمزاني (17عاماً)، طالب بالصف الثاني ثانوي: «ذهبت أنا وأصدقائي زياد الفهيد (16 عاماً) وضيدان هزاع (16 عاماً) للاستمتاع بالأجواء الممطرة التي لم تشهدها حائل منذ سنين». ويضيف: «دخلنا إلي وادي الأديرع لنقوم بالسباحة بغرض المرح والاستمتاع بالمياه عن قرب لكننا فوجئنا بقوة المياه وهي تقذفنا إلى وسط الوادي». وزاد: «قام شاب لا أعرف اسمه بالتضحية بمركبته التي تبلغ قيمتها أكثر من 70 ألف ريال، واقترب منا وطلب منا الصعود إلى أعلى المركبة، وبالفعل صعدنا فوق المركبة وبعد نحو دقيقتين طمرت المياه السيارة بالكامل، وقذفت بجيب آخر إلى جوارنا بعد أن علق بالوادي وقام من بداخله بالصعود إلى أعلاه، وبقينا في لحظات عصيبة ننتظر في أية لحظة أن تنقلب بنا المركبة ونهوي في بطن الوادي لكن الله ستر». وتابع: «تدخل رجال الدفاع المدني بعد أكثر من أربع ساعات ونحن نصارع الموت، وقاموا بمد سلالم الإنقاذ البالية والقديمة جداً التي تسببت في إصابتنا بجروح أثناء صعودنا عليها»، مشيراً إلى أنه تعلم درساً قاسياً لن ينساه بخطورة السباحة في الشعاب أو حتى الاقتراب من الأودية وقت هطول الأمطار.