تنتشر وتنجح مؤامرات التنظيمات المأجورة، وتجار الشعارات الدينية في البيئات المظلمة والفوضوية التي يعمها الجهل وتفتقر إلى الضبط الأمني والاجتماعي، فهي تستغل عادة عاطفة الشارع لتمتطيها وتصل بها إلى تحقيق أهدافها، وهذا بالطبع يستلزم أن يكون الشارع غارقاً في مثلث «الفقر، الجهل، المرض»، لكنها تواجه مأزقاً حاداً في المجتمعات المتنوّرة والمرفهة، وقبل ذلك المتيقظة أمنياً. أشرت في مقالات سابقة إلى حملات التشويه الإعلامية والإلكترونية التي يشنها أتباع التنظيم «الإخواني» في الخليج ضد الإمارات، وأكدت أكثر من مرة أن دول الخليج ستظل عصيّة على مؤامرات أفاعي إخوانستان، لأن البيئة التي تحتاجها تلك المؤامرات لتنمو فيها ليست متوفرة في هذه البقعة من العالم، صحيح أن التنظيم ينجح في تجنيد خلايا صغيرة في دول الخليج بين فترة وأخرى بدعم سياسي من دول معروفة، لكن هذه الخلايا سرعان ما يتم اصطيادها وحرق أوراقها، يحدث ذلك بعد أن تفشل تماماً في التواصل مع الشارع، والنتيجة أنها تظل خلايا معزولة ومثيرة للسخرية غالباً بعكس وضعها في دول عربية أخرى. قبل أيام قليلة شن مشبوهون عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» حملة ضد الإمارات ترفع شعار «مقاطعة مطار دبي»، بحجة أن الأجهزة الأمنية في المطار ألقت القبض على شخصين متهمين بالانتماء لخلايا «إخوانية» تستهدف أمن البلاد، ولديها أجندة فانتازية بعيدة المدى لإسقاط النظام الحاكم، والمضحك فعلاً أن الحملة التي كان يُقصد بها تشويه سجل حقوق الإنسان في الإمارات انقلبت على رؤوس أصحابها، بعد أن قوبلت بالسخرية والتقريع من جميع الخليجيين المشاركين في «الوسم» الخاص بها. لقد عزل المجتمع الخليجي في «تويتر» أفاعي التنظيم عزلاً تاماً في هذه الحادثة وأشعرهم بأن لا قيمة لهم، ولا وزناً لأطروحاتهم مطلقاً، وبالتالي يمكن أن يحصل ذلك الوسم على لقب «أغبى هاشتاق في تاريخ تويتر»، ولعل الأكثر إحباطاً لأصحاب الحملة تأكيد معظم «المغردين» أن من مزايا «مطار دبي» أنه بات مصيدة لأفاعي التنظيم المشبوه، وهذا أمر يُوضع في خانة الإنجازات الأمنية اللافتة التي تستحق الإشادة. حادثة أخرى في «تويتر» أثبتت الفشل الذريع للأجندة الإخوانية في الخليج، تمثلت في إسقاط المغردين ل«وسم» مشبوه هدفه تشويه سمعة وسائل الإعلام كافة، التي تعمل بمهنية ولا تنحاز لأجندة التنظيم، حمل عنوان «تفكيك الخطاب المتصهين»، في إشارة إلى أن كل خطاب إعلامي لا يدعم التنظيم الإخواني هو بالضرورة خطاب صهيوني، مع أن من المعروف أن الخطابات «الصهيوإخوانية» المتبادلة حافلة بالعبارات الدافئة مثل «صديقي العزيز، وصديقكم المخلص»، أي أن الصداقة المتينة بين التنظيم والصهيونية تجعل «الخطاب المتصهين» داعماً للتنظيم الإخواني وليس العكس، والطريف هو إطلاق المغردين الخليجيين ل«وسم» بعنوان «تفكيك الخطاب المتأخون» تضمن فضائح يندى لها الجبين لأفاعي إخوانستان في الخليج، التي ولسوء حظها وجدت نفسها في بيئة غير صالحة لنموها وتكاثرها مهما تلقت من دعم وأموال ساخنة يمكن وصفها ب«المال المحروق». [email protected] @Hani_Dh